نصوص أدبية

واقذفْ بقلبٍ إذا يهتزّ ُمُــــرتعدا....!! / كريم مرزة الاسدي

أو أبان  التفجيرات الأرهابية  الحالية التي لا تميز بين أيِّ عراقيٍّ وآخر من حيث الدين أوالمذهب أوالقومية أوالمنطقة

 

لا يَعشقُ اللهَ إلا الحــــرَّ والشـــّهدا

لولا اللحودُ وخوفُ الموتِ ما عُبدا

لولا اليقينُ بأنَّ الحتــــــفَ يُعجلنا

ما بينَ غمضةِ عين ٍما ورعتَ غدا

سبحانَ مَنْ أودعَ الأيّــــــامَ حكمتهُ

مِنْ بينَ أســـــلافنا جرَّ الردى عددا

سبحانَ مـنْ أفلقَ الضّدين منْ عدم ٍ

وألهمَ النفسَ ناجتْ  واحداً أحــــدا

آمنتُ باللهِ والدين ِالحنيفِ ومــــــا

سنَّ الشـّريعة َمــــــنْ عليائهِ رفدا

منْ عاشَ عشرينَ حولاً في دياجرهِ

أو قارعَ الدّهرَ في أحشـــائهِ همدا

رُبّ  المنــايا على الأحرار ِمكرمة ٌ

ويخلدُ المرءُ عندَ النـّاس ِإنْ لـُحدا

مَنْ قالَ : إنَّ لطعم ِالموتِ علقمـهُ؟

هلٍ الشـّهيدُ كخلق ٍطاشَ أو جحدا؟

لا تجرع ِالضيمَ واقذفْ من مرارتهِ

وعـشْ بدنيــاكَ فــــوّاراً ومــتقدا

فالتاجُ فوقَ رؤوس ٍلا انحناءَ لها

وجهُ الشهيدِ لغير ِاللهِ ما ســجدا

سهمُ المنايا  ينالُ الحرَّ من عجبٍ

لجَّ الفنــــاءُ على الأخيار ِمطـّردا

*******************

أقحمْ بصدركَ كالزلزال ِإذْ رعــدا

واقذفْ بقلبٍ إذا يهتزّ ُمُــــرتعدا

هذا الشـــهيدُ يشدُّ العزمَ مُرتحلاً

منْ روحهِ يصنعُ التـّاريخَ والبلدا

هذا الشـّهيدُ لقدْ عطرتهُ شــــيماً

مِنْ نعلهِ مَنْ يُسامُ الخسفَ راحَ فدا

شقَّ الخلودَ إلى عليـــــاءِ مرتبةٍ

من النضــال ِعلى أدراجــهِ صعدا

غادرتنا حينَ هبـّتْ لفحُ هاجـــرةٍ

ذرَّ الهبـــــاءُ على أحداقنا رمدا

لقدْ طبعتَ على الآفاق ِحمرتها

أدمى عليها بجرح ٍ طلَّ مٌحتفِدا

لمْ تضجع الليلَ ما أضناكَ مرقدهُ

حتى هممتِ على النوّام ِمُتئدا

وذدتَ حوضكَ منْ أدناسهِ حنقاً

وكلُّ صخرةِ قــاع ٍتقذفُ الزّبدا

والليلُ يسري وطارتْ منكَ غفوتهٌ

هيهات َمكلومُ غدر ٍفي الأسى رقدا

لقدْ وسعت دروبَ الدين مُلتهباً

وما ضنكتَ بريع ٍللفدا حَددا

مددتَ نفسكَ للأجيال ِعابرة ً

حتى فتحتَ لكلِّ السالكين مدى

حسبتكَ الفذ َّفي أصقاعنا بطلاً

والشـّهمُ مَنْ قامَ للأوغادِ منفردا

عطراً لذكراكَ منْ طهر ٍبنازلةٍ

قدْ قرّبتْ روحكَ الآمالَ والرّغدا

لقدْ تجلـّلتَ نجماً بينَ كوكبةٍ

من السّماءِ تمدُّ الساطعاتِ يدا

للثائرينَ من الأترابِ سلسلة ً

والوارثينَ الإبا جادتْ لهم مددا

والصابرينَ من الثـّوار ِإذ ْنشدوا

تحريرَ شعبٍ ولا للسامعينَ صدى

أو ترجمُ الساقطينَ الشاربينَ دماً

والواغلينَ بجبٍّ نسغهُ فسٍــــدا

******************

ماأحقدَ الجلفُ من أرجاءِ لملمةٍ (1)

حلَّ الدّيارَ بغسق ٍ صارعَ الوتدا

لا ترتضي الضيمَ حلماً نعتهُ جبنٌ

بل زعزع ِالأرضَ ليس الدّهرُ معتمدا

ولا تكلُّ من المسعى مجـــــاهدة

فالمجدُ للشعبِ والعقبى لمن صمدا

فأجّج الأرضّ بركاناً وصاعقة ً

ولملم الجرحَ نيراناً لمنْ جحدا

لا تألفِ الصّلَّ منْ لمس ٍلظاهرهِ

سينفث ُ السّمُّ من نابٍ إذا رصدا

وحاذر الخصمَ إنْ لانتْ جوانبهُ

أنّى يرى البومَ قرب الطير ِمُتحدا

سنرفض الكأسَ إن الكأسَ مقذعة ٌ

نستنزعُ الأفكَ من أوباشهم قددا

لا يُرتجى من غليل ِالصدر ِصحوتهُ

لا يهجع الحرُّ منْ أغلالهِ كمدا

نحنُ الأباة ُفما ذقنا بذارعةًٍ

شمُّ الأنوفِ ونعفو النسغ إنْ ركدا

لو يعرفُ القائمُ الحيرانُ وحدتنا

فلا تضيعُ جهودٌ للكفاح ِ سدى

كالأسْدِ بينَ أجام الغابِ مرتعنا

نأبى الحسامَ إذا ما نصلهُ غـُمِدا

إنَّ الكماة َبعضدِ السُّمر ِلاهبة ٌ

كالشـُّهبِ ترمي إلى طرفِ التقاةِ هدى

يا قلعة َالفخر ِأرددْ ما نهشتَ بهِ

للهِ لطفٌ يحلُّ الدائرَ الصّـــــــفدا

ناجيتُ تربتكَ الخضراءَ قـــاحلة ً

ناجيتُ جوّكَ عفَّ الصادحَ الغردا

ناجيتُ نخلتكَ الشـّماءَ باسقة ً

ناجيتُ أهلكَ والأنجابَ والنـُّجدا

ناجيتُ اللهََ لو للدهر ِ سامعة ٌ

قوّي بعضدكَ حتى تسعدَ الشهدا

لا باركَ اللهُ في يوم ٍ نغصّ ُبهِ

من لؤم ِ أعدائنا إنْ لمّهُ أودا

نورُ النبيِّ شعاعُ المجدِ يرفدنا

أو خيبر الثأر ِأجّجَ للورى رشدا

سيفٌ يسلّ ُ من الصّديق ِوارثهُ

والنـّاسُ تألفُ صدقاً مَنْ بهِ خلدا

من ذي الفقار ِسنحسمُ مَنْ يفرّقنا

ومن حسين ٍسنوري الزّندَ إنْ خمدا (2)

 

  قصيدة الشهيد (البحرالبسيط)

 

..............................

 (1)الجلف : الأرهابي من أي جنسية كانت يفجر نفسه بين الضحايا الأبرياء في عموم عراقنا الحبيب بلا تمييز,

 (2 دمشق وأضيفت إليها  بعض الأبيات للظروف المرحلية والعمليات الإرهابية  1995

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2154 الأحد 17/ 06 / 2012)

في نصوص اليوم