نصوص أدبية
لن أسفح أنوثتي / سردار محمد سعيد
وما دون الضلوع يخفق بإثم صومك، خيولك تخبّ برماد خيبتك، مستأنسٌ بإيماض خلـّبٍ
بعد عواء الأنامل .
لا أخون أنوثتي ولا أذل راياتي فيمنعني شوك الزهرطِلاب النبتة كلها، نفحها، ساقها، عروقها .
لا أكون كعشتار إذ سفحتَ أنوثتها لتمتلىء عربتها بثمار جلجامش .
لن أسفح أنوثتي وسقيط نداي ينطف .
إغمض عينيك فقط
أجعلُ ليلك و صبحي يتنفسان بوعاء اشتهائي، جسم بلا روح وروح بلا جسم يتمازجان تمازج النور والنار .
أشتهي أن أقضم لسانك لئلا يقول لغيري : أحبك، وأشتهي أن أصفد أنفاسك لئلا تشم خصر غيري، بلى آتيك كرغيف الجنان لم يذقه من قبل إنس ولا جان .
إغمض عينيك فقط
فأنساب كغصن يتلوى فأشبك عاليات المداخن، أغشي حجارتها التي لفحها
ثلجك َالهاطل كرذاذ المسامير، ستهرب الفخاتي والأعشاش اليابسة، ولن تستطيع حينها فك تشابك الأغصان، أخيّرك عبور صراطي أو البقاء في ضفة الضعف، غير أنك ستسقط في جهنمي، كأي ذكر، فاغرف لهيبي واترع حميم انتشائي ، وشم عطر ترقبي عند الساحة الكبرى حيث تضوع الصبابة ، حيث يستنشق القمر فضتي ليكون قمرا ً.
سليل آدم اغتسل بجحيم نهري فتصير كالقراطيس، عالم أنفاسي مقام الهواء ورضابي مقام الماء .
إغمض عينيك فقط .
لن أتسور قلاعك بل أدكـّها، ويزفر تهتكي كوقع أقدام الراقصين الأسبان، ويهرس زجاجات النبيذ المعتق كفرسان القرون الوسطى الفرنسيين .
ستنفى إلى جزيره خارج حدود السماوات ثم تعيدك الصواعق، حينها تعرف ما البشرية .
إغمض عينيك فقط .
كيف أفقه أنوثتي إذا لم أفقه ذكورتك .
في جوارحك، في الساحل والموج، في اصطخاب الريح تصريف زوابعي .
إنتمائي لعينيك كانتماء الرمش للجفن والأرض للمجرة .
كيف تسيل ودياني إذا غاب هاطلك .
مهمة وجودك أن يسيل ملحي في شعاب الحياة .
لولا البيدر ما كانت للعصافير مناقير .
إغمض عينيك فقط .
حين أدفن رأسي فيك لا تتكلم واجتنب الحديث، ليس هذا وقت الحديث، دع فمك لرشف الرضاب، ودعني أعوم في لهاثك .
دعني أتخيل نفسي بلا عقل وكن بلا عقل، هناك في ظلام الأحشاء يغرد نور الحياة .
إن فتنت بجدث اعتزالك خذ جلدي كفنا . أو صيره شراعا فقد غادرت سفين نوح .
سيستبيح النسيم لهفتي، فينثر حب الحصيد . ستلد سنبلتي ألف سنبلة، في كل سنبلة ألف حبة .
لا تخدع نفسك، إذا هربت َمن الثرى فالثرى يسير نحوكَ خببا .
إغمض عينيك فقط .
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2155 الأثنين 18/ 06 / 2012)
