نصوص أدبية

ومن تظنين؟ / أحمد ختاوي

ربط فؤاد جحشه على مشارف الحقل،واستفتى قلمه،في أن يكتب قصيدة جاثمة على مخياله أو أن يسقي جحشه ماء عذبا، فاستقر الأمر به على أن يروي جحشه، وهذه من أولى الأولويات، اتكأ على منكبه،

وخز ذاكرته في محاولة لتخطي عتبة ا لانفصام الذي اعتراه، توسد هذه المرة جرته، وشرع ينشد:

جحشي يا جحشي تستحق كل خير،

أنت الرفيق قبل الكتاب من منا يستحق العتاب

أنت جحش تطيع والكتاب له طباع

بعفوية الراعي، دبّج الدكتور هذا الذي كنتم تقرؤون،،،،نطق الكلأ قال

بل هذا الذي يدعون،،؟،

رد فؤاد على الأصداء التي زفرت ْ: من تظنين؟...

مر به رتل من المثقفين يتأبط كل واحد منهم كتابا،، ناوله أحدهم كل أعمال " بوشكين "وآخر أعمال " لافونتين "وآخر سنبلة كانت بيده يهش بها الذباب،،؟؟؟تناول هذه " الهبات " في صمت، حياهم في صمت

انصرفوا .

تصفح أعمال بوشكين، وكذا " لافونتين،،،غرس السنبلة بأرض بور، حدق فيها مليا، قال: من تظنين؟

-            - لست أدري، قالت دعني أورق زيتونا بالجليل، ألقح مخيالي بعذباتك وشتاءاتك وانتكاساتك، وكل أيام الأرض البور، قد لا أورق الزيتون،

-            وماذا تورقين إذن؟

-            - السطو على بيادر الآخرين،،، نزعها من هذه الأرض البور، وضعها بإحدى صفحات أعمال بوشكين،،، "التراجيديات الصغيرة "خوفا من أن يلتهما النبلاء،،أو،أن تبتلعها الأرض البور ...

-            انحنى زاوية من الحقل، قرأ"ما تيسر " من أعمال" لافونتين".

-            اعتراه العياء،،،

-            كانت الضيعة تعج بالمعجبين،،، وفي منتزه

-            خياله ألف سؤال ...تنقل من مكان إلى مكان .. وخز جحشه الذي كان يرتع بجانه . رحلا ...خرجا من ضيعتهما ومن انفصامهما، حتى الجحش أصابه الانفصام؟؟

-            لوح للأصداء، قال من تظنين؟

-            اللوح المحفوظ في ذاكرتك أولى، قالت الأصداء ..

-            هز الجحش أذنيه قال: اسأل " بوشكين " و"لافونتين "

-            أخرج فواد من غمد كيس به رغيف " ورباب " وضباب،تطل منه مذكرة نيله شهادة دكتوراه ناقشها منذ أزيد من سنتين،،،

-            سألها: من تظنين؟

-            - السيف أولى من الحجاج بالحجاج، والسجع أولى من السجع، وصدق " بوشكين " عندما احتكم للشعب،،

-            قال: فؤاد: والنبلاء، هل يتعرضون؟،،،وأردف

-            من تكونين؟

-            سنبلة في كومة كتب، مبللة بماء لعين ...

-            وماذا تظنين؟

-            - الجحش أولى من متن في راهن مفهرس، أسير أنين. إياك نعبد وإياك نستعين .

 

قصة

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2166 الجمعة 29/ 06 / 2012)

في نصوص اليوم