نصوص أدبية

من طين إلى قارة / حارث معد

أنا استمع إليكَ،
أيها الثورُ المجنحُ
النائمُ في متاحفِ الغرب
جئتك وفي جعبتي،
بطاقة دخول
وقرابين من الحضاره الشمطاء
نقَّالٌ،
وقبعةُ سائح
وقلم محشو بالبارود
يكتب التأريخ بحبرِ الدم
كلمْني مثلما كلمتَ القادة،
في الأساطير
أليس من حقي
وأنا آكل البطاطةَ المقلية
وأنا اسأل عن رحلتك من كالح
إلى متاحف غربيه؟
أعِرْنِي ساعةً رملية أو شمسيه
أعرني بعض الطلاسم القديمة،
كي ابحث بها عن قطعٍ مسروقة
لا اعرف المكسورَ منها،
ولا المزيف
حتى أتسلل من قارة،
إلى مزاد علني
والنحيب متقد في عينيَّ،
كأبٍ أبله
فقد ابنه في زحمة سوق
جئتك افرك يدي كذبابه
هاربا من مبيدات الإرث الحضاري
أطالبك باسم آنو وأنليل وأنكي
أطالبك باسم عشتار
أن تعود إلى الديار
لا تنظر إليَّ نظرتك الأزلية،
لا تهمس في أذني،
همسة الماضي
فثمة حجاره
لا تفكر بالخروج
من طين الى قاره
وإنما بالمكوث عاريةً
خاليةً من أيِّ عباره
خير لها،
من ان تكون
نصبا مُستعاره.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2171 الاربعاء 04/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم