نصوص أدبية

شبّاكها الأخضر / سعود الأسدي

 

وانداحَ كَرْمٌ باشتهاءِ الجنَى

وساحَ بالأحلامِ لي بيدرُ

 

يا خُصْلةَ الشَّعْرِ على خَدِّها

بها تَحَلَّى خَدُّها الأيْسَرُ

 

والأيمنُ الوَرْدُ على صَحْنِهِ*

يا أشقراً هامَ به أشقرُ

 

بإصبعيها لامسَتْ مَبْسَمًا

يا كوثراً رُحْتُ به أسْكَرُ

 

مَرَّتْ بكَفَّيها على صدرِها

فأشعلَ النيرانَ بيَ المرمرُ

 

قد فاضَ ريقي قلتُ :

يا حسرتي !

من جوهرٍ قد مَسَّهُ جوهرُ !

 

كفرتُ بالأشياءِ

لكنْ أنا

بما يثيرُ الحُبَّ لا أكفرُ

 

يكفي من الحسنِ اشتعالُ الرُّؤَى

فجئتُ كي أصطادَ لا أكثرُ

 

فأغْلَقَتْ شبّاكَها فَجْأةً

فازورَّ عني  روضُها المُزْهِرُ

 

وخيبةُ الآمالِ قد أوْقَعَتْ

قلبي ببئرٍ عُمْقُها أشهُرُ

 

مشيتُ في الدربِ كئيبَ الخُطَى

أنظرُ قُدّامي.. ولا أنظرُ !!

 

وَظَلَّتْ على الشّباكِ عيني  وَهَلْ

لا أنظرُ الدربَ ؟! ولا أعثرُ ؟!

 

شُبّاكها قد ظَلَّ لي صورةً

أعشقُها .. أبقى لها أسهرُ

 

إنْ فَتَحَتْهُ فَكَّ أسْري وإنْ

تُغْلِقْهُ يَحْضُرْ موتيَ الأحمرُ !

 

.................

*أشرعته : فتحته .

*صَحْن الخَدّ : صفحة الخدّ وأعلاه .

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2171 الاربعاء 04/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم