نصوص أدبية

عشق حتى الموت / مهدي الخاقاني

إذا أسدلتُ رمشاً راح طيفٌ

يداعبُني ويستسقي حنـــيني

يغطّيني بلونِ البــحرِ لمّـــــا

ينامُ الليلُ في برجِ السـكونِ

دعيني أنشـــرُ البدرَ شراعاً

وضوءَ النجمِ مجذافاً دعيني

اذا حطَّ الحبيبُ على ضفافي

فمــالي للدهورِ وللســــــنين؟

دعِ الايامَ تمضي كيفَ تمضي

وحسبي أن طيفَكِ في جفوني

خريــفُ العمرِ حلَّ أم الشتاءُ

فلاأسفٌ على عمرٍ حزيـــــنِ

أيا عشقاً تشبّثَ في خيـــــــالي

تسامى فيه عقلي للجنــــــون

أسافرُ فيه ليلاً نحو ليـــــــــلٍ

مكبَّلُ بالهمـومِ وبـــــــالظنونِ

فلاصبحٌ تبــــــــــسّمَ فيه ثغرٌ

لقلبٍ غارَ في حزنٍ دفيــــــنِ

ولانجمٌ بكى في حِجْرِ ليـــــلٍ

أسرُّ له همومي كلَّ حيـــــــنِ

 رمتني غربتي شوطـاً بعـــيداً

فصارتْ عودتي لاترتضينـي

أصبّرُ خافقي ها لاحَ طيــــفٌ

من الاحبابِ جاءَ ليحتوينــــي

يكذّبني يعضُّ على جروحــي

ويصرخُ يا ضلوعي حرّريني

شربنا لوعـةً ، أسفاً وكــــــنّا

سويّاً أشتكيكَ وتشتكينــــــــي

ركبنا موجةَ الابعادِ قســـــراً

نعومُ بظلمة الزمن اللعيـــــنِ

فلا وطنٌ يمدُّ لنا ذراعـــــــــاً

تقيده الليالي كالسجيـــــــــــن

مجلجلةٌ به الحيّاتُ تسعـــــى

ومرهقةٌ ورودُ الياســــــــمينِ

 أخو شرفٍ تراقبه المنايـــــــا

وصوتُ الحقِّ بُحّ من الانيــن

أياعدلا تبـرأ منه ديــــــــــــنٌ

ويا دَيْناً يلاحقهُ مَديـــــــــــــنِ

حملت العشقَ عنكِ وأيُّ ذنبٍ؟

إذا حبُّ البلاد علا جبينــــــي

فمخلوطٌ هواكِ بذي ترابـــــي

وعرقُكِ نابضٌ في أصلِ طيني

رياحُ الدهرِ تعبثُ في شــراعي

فما ارتاحت على مرسى سفيني

عصرتُ العمرَ كاســــاً بعد كاسٍ

على شفتيك ـ هلا تحتسينـــــــــي؟

كفاني منك قبرٌ بعد هجـــــــــــرٍ

 فيا أملي افتحي واستقبلينـــــــــي

 

مهدي الخاقاني/لندن

2012/07/02

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2171 الاربعاء 04/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم