نصوص أدبية

دوزنات نصف سوريالية / عدنان الظاهر

من أعلاهُ إلى آخرِ مَحرقةٍ لعبيدِ روما

مانيٌّ؟ كلاّ ..

روميٌّ في خطِّ حروفِ صحيفةِ بيتِ الميلادِ

يتنقّلُ كالعلقمِ في حوضِ السُمِّ المسقي

قيراطاً ـ سقراطاً ـ قيراطا

يقرأُ منطوقَ الصندلِ والصيدلِ في طبِّ الموتى

يلعبُ في نردِ الجنِّ وجِنّةِ جيناتِ خطوطِ المعنى

مسكونُ القِبلةِ حجّاماً حلاّجا

 

2 ـ نرسيسة عمّان

(أَعشَقُني) * .. أَنطَقَها مهواها ..

حيناً بَرّاً حيناً بحراً ألقاها

تتبدّلُ ظَهراً ـ بطنا

(إعشَقني) .. قالت لفتاها ..

نجواها في سَكَنِ اللاهوتِ الموقوتِ هَبابا

مُضناها في الحضرةِ مفقودُ

تعشقُهُ حِلاًّ محلولاً موهوبا

عيناها نارُ مسيسِ الجوهرِ مُتقّداً ياقوتا

شَهدٌ في نحلةِ بؤرةِ عينيها قَزَحياً مجنيّا

تتعددُ أرقاما

كرّاً أشفاعاً فرّاً أوتارا

جَسَدٌ يتأهبُّ للذكرى الأولى تسبيحاً ـ تبجيحا

تتزيّنُ أحجاراً في ركنٍ يتحركُ في الحُجرةِ عفويّا

سَفَرٌ يتبعُها .. سِفْرٌ يمنعُها مكتوبُ

سيناءُ عباءتُها رملٌ يتزمّلُ قنديلا

يا راكبَ مِنطادِ سراباتِ الرؤيا تركيباً توحيدا

لا تمسَسها دَسّاً مسّاً

زمنُ القيلولةِ مُنقلِبٌ تقليبا ...

 

3 ـ لَنزَروتهْ

Lanzarote

كانت ـ مثلي ـ تتمشّى

قبلَ سقوطِ الهابطِ فجْراً مفجورا

تلقطُ ما يطفو سطحا

تتقصّى ممشى القوقعِ في خطِّ الرملِ

يلفظهُ ملحُ البحرِ الميّتِ والمدُّ

ـ من برما؟ كلاّ .. من روما

ـ مَنْ أنتَ؟

أبحثُ عن شيءٍ في اللاشي

سلوايَ البحرُ الصامتُ والصائتُ ليلا

طوُفاناً قمريّاً يطغى مَدّا

 

4 ـ عَتمةُ النرجسِ الصيفيِّ

تظلّمُ الدنيا منها قُرباً أو بُعدا

نُشدانَ قِراءةِ قاموسِ التلقيحِ العصري

(حَسَناً بصريّا)

في عيدِ الفِصحِ ودهشةِ أجراسِ كنائسَ خُرْسِ

تستقطبُ تقويمَ هلاكِ الأفلاكِ

الطلبُ العالي سوقٌ [ بَرَصيٌّ ] مفتوحٌ

يتماسكُ خلفَ محطّاتِ مزادِ التصعيدِ

دَرَجاتٍ ولصوصا

ومنازلَ في بُرجِ التعجيلِ المُزري

تنزو أو تخلط ُ أوراقاً جُوفا

شاءتْ أطوارٌ تصعيدا

أو صَدِّتْ طوراً تدفَعُهُ أطوارُ

 

5 ـ سقوطُ أبي نؤاس

جرعاتُ كؤوسِ خميرِ مُربّى القَرَعِ الروميِّ القاني

صِنفٌ للخامرِ مجبولٌ مخصوصا

وشعاعٌ من دُرِّ النجمةِ في مزمارِ الأسحارِ

يتطايرُ من شررٍ في نارِ الدرِّ الخمري

يتمطّى .. يتمادى .. يتمادى حتّى يطغى

فانوساً للهِجرةِ والهجرِ

يتعلّقُ مخنوقا :

(إنَّ الإنسانَ لفي خُسرِ)

في جمعٍ أو كسرِ

6 ـ تنجيم

سامرتُ خواطرَ رؤياها

في إحدى حلقاتِ (درابيشِ) الشيخ الجيلاني للذِكْرِ

قَدَرٌ مرَّ وذِكرٌ مرَّ ومرّتْ أشباهٌ أقدارُ

فتخالفَ ضدّانا ضدّي : نهوى أمْ نهوي؟

الكوكبُ لا يُصغي مولاتي ..

حلّقنا للأعلى أو سرنا في جوفِ التنزيلِ السُفلي

دَرَجاتٍ وسلالمَ لا تُحصى

تغلقُ دوني أبوابا

قَصَباً يتسلّقُ أعواداً جُرْدا

حقلاً مُمتدّاً ممُتدّا

أنتِ السعفةُ والكفُّ الأعجفُ مكسورا

وسوادُ مِدادِ رمادِ حريقِ الأقمارِ السودِ

(إنتحارُ الثورة .. تنجيمُ التنجيم)

جُندٌ وقِلاعٌ ومِهارٌ تنهارُ

أفراسٌ تتأهبُ للقضِّ الفظِّ

ورؤوسٌ تنباعُ

شبحٌ يتمشى أعلى من نارِ فنارِ مزارِ الميدانِ

صوتٌ مجروحٌ مذبوحُ

ماذا يجري؟ مقتلةٌ في نفقِ الإغلاقِ السرّي

الكرّةُ تكريرُ .

 

عدنان الظاهر

حزيران 2012

 

...........................

* أعشَقُني / رواية جديدة للدكتورة سناء كامل أحمد الشعلان / الناشر : مؤسسة الورّاق للنشر والتوزيع، عمّان . الطبعة الأولى 2012 .

الدرابيش مفردها درباشة .. وضرب الدرباشة نوع من طقوس وممارسات بعض فرق الدراويش في العراق وأظن فيهم فرقة من أتباع طريقة عبد القادر الكيلاني في بغداد وضريحه معروف في المنطقة المسماة باب الشيخ .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2171 الاربعاء 04/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم