نصوص أدبية

رعاكَ اللهُ يا وطني رعاكا / كريم مرزة الاسدي

 

ثراكَ العزُّ يا وطني ثراكا

تدومُ مبجلاً عـالي عُلاكا

فلا نخلُ العراق ِ لهُ مثيلٌ

ولا للرافدين ثرى سواكا

ولا تلكَ الروابي مزهراتٍ

لها ندّ ٌ يعــانقها مــداكا

ولا ليلٌ كليلكَ إذ ْ يغطـّي

سماءَ العالمينَ إذا دجاكا

لنا منْ جودِ غيثكَ مكرماتٌ

فسبّاقً  لخير ٍ مَنْ  دعاكا

منارٌ للنهى والمجدِ  رشداً

ومنْ ضلَّ السبيلَ إلى هداكا

وما كلّ ٌ بمعشوق ٍ يُسلـّى

وشأو العشق ِأولهُ هــواكا

وحتى الروحُ في الجنـّاتِ تبقى

تحنّ ُإليكَ إنْ متنــــــا هلاكا

فلا عجباً فبُعدكَ أنتَ قربٌ

من القلبِ الذي  يهوى لقاكا

مع الأنفاس ِذكركَ كلُّ حين ٍ

فجاحدُ نعمةٍ ذا مَنْ  نساكا

أرى أرضَ العراق ِبكلَّ وجهٍ

عراقيٍّ تنسّــمَ فــي  رباكا

واحسبهُ- وإنْ شحّتْ يداهُ-

كريمَ النفس ِقد جادتْ يداكا

فآلفـــهُ وأردفـــهُ حناناُ

ويجمعُ شملنا فكراً سناكا

*******

أناجي النفسَ هدهدة ًبشعر ٍ

وأفزعُ قد دهانيَ ما  دهاكا

وأعجز ُرهبة ًطرقتْ سماعي

فكيفُ الأمرُ لو عينٌ تراكا ؟

ألا لله مــنْ  وطـــن ٍذبيح ٍ

عسى الأيّــامُ  تجعلنا فداكا

إذا قـُلبتْ أمـورٌ فيك عقـْباُ

ويصرعُ كلّ ُ شيطان ٍملاكا

وتنتزعُ الصراعً بعيش بؤس ٍ

ويصبحُ في دُجى الماضي مُناكا

يذكـّرني  متـــاعُ الخير ِعيشاً

لعــلَّ الدّهرَ يرجعنا  كــذاكا

فكم ْ عزّزتَ منْ قاص ٍودان ٍ

ولا خيّبتَ ضيفاَ مََــــنْ أتاكا

وتجتمعُ البرايا فيكَ ضجّاً

ويحلبُ كلّ ُ عافيةٍ غنـاكا

فما بالُ ابنك  الشادي شريداً

يلملمُ بينَ موجاتٍ صداكا

أرى نفسـاً تزعزها الليالي

وهـانَ العظمُ لا يقوى حِراكا

رويداً ثمَّ تنتفضُ انتفاضاً

فمنكَ العونُ قوّتنا  قواكا

********


ألا يا لائمي  وطنٌ وحقّ ٌ

نناغيهِ  ونلحقهُ  دراكا

ولمْ نبخسْ لغيرهِ مِنْ ودادٍ

فحبّ ُالناس ِيشتبكُ اشتباكا

فلا أذنٌ تقومُ مقامَ  عين ٍ

لكلٍّ دورها  ما لا يُحاكى

ومنْ يزن ِالأمورَ بغير ِعدل ٍ

يجدْ  ميزانهُ فيهِ  ارتباكا

*******

بني وطني يناجيكمْ ضميرُ

ليحبكَ منْ ضمائركمْ حباكا

فلا الدّينُ الحنيفُ لغى وجوداً

إلى الأوطان ِبلْ أعلى ذراكا

ولا قوميّة ٌحلـّتْ  وثــــاقا

ولا قبلتْ لحرمتكَ انتهاكا

ومنْ يرفعْ إلى الإنسان ِنهجاً

فأولى أنْ يعــانقكَ اشتراكا!

هنا نحنُ يوحـــدنا مصيرٌ

ويلهفُ شعبنا الغالي هناكا

إذا دارتْ بكَ الأيّامُ سوءًا

رعاكَ اللهُ يا وطني رعاكا

 

 

قصيدة نظمت في دمشق 1996م الديوان الأول (وطني) ونعيدها  للظروف المرحلية

من البحر ( الوافر)

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2172 الخميس 05/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم