نصوص أدبية

تغيبين عني / سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد

سَتَجْمَعُهُنَّ نِدَاْءَاْتُ شِعْرِيْ

وَيَغْسِلْنَ بِالدَّمْعِ أَوْرَاْقَ عُمْرِيْ

وَيَعْرِفْنَ مِنْ بَعْدِ حِيْنٍ بِأَنِّيْ

ضِيَاْءٌ عَلَىْ كُلِّ جَفْنِ

 

تَغِيْبِيْنَ عَنِّيْ

وَلاْ تَسْأَلِيْنَ السَّوَاْحِلَ...

عَنْ أَوْجهِ الْغاَئِبِيْنْ

وَلاْ الْبَحْرَ...

عَنْ ضِحْكَةٍ قَدْ طَوَتْهَاْ السِّنِيْنْ

أَنَاْ شَاْعِرُ الْبَحْرِ...

هَلْ تَذْكُرِيْنْ

 

وَهَلْ تَذْكُرِيْنْ

بِأَنَّكِ كُنْتِ رِيَاْحَاً

تَمُرُّ عَلَىْ الْعَاْلَمِيْنْ

وَأَنَّكِ كُنْتِ صَبَاْحَاً مِنَ الضَّوْءِ الْيَاْسَمِيْنْ

وَكَاْنَتْ لَدَيْكِ أَصَاْبِعُ أُنْثَىْ

تَمُرُّ عَلَىْ أَوْجُهِ المُتْعَبِيْنْ

 

تَغيبين...

وَالذِّكْرَيَاْتُ تَجُرُّ الزَّمَاْنَ الْبَعِيْدْ

فَيَطْفُوْ عَلَىْ الْقَلْبِ كُلُّ صَبَاْحٍ جَدِيْدْ

 

تغيبين عني

وَحَوْلَ دُمُوْعِكِ غَاْبَةُ حُزْنِ

سَلاْمَاً إِلَىْ وَجْهِكِ النَّاْعِمِ

إِلَىْ صَمْتِكِ الخَاْشِعِ الْحَاْلِمِ

تغيبين عني

وَبَيْنِيْ وَبِيْنَ يَدَيْكِ رَسَاْئِلُ حُبٍّ

تّحُطُّ عَلَىْ أَلْفِ غُصْنِ

أَنَاْ رِحْلَةُ الْحُبِّ تَبْدَأُ مِنِّيْ

لِتَحْمِلَ لِيْ مِنْ قُرَىً فِيْ حُدُوْدِ الْخَيَاْلْ

وُجُوْهَ نِسَاْءٍ تُضِيءُ الْحَيَاْةْ

وَيَنْشُرْنَ حَيْثُ اتَّجَهْتُ الْجَمَاْلْ

 

وَتِلْكَ النِّسَاْءُ الَّتِيْ وَدَّعَتْنِيْ

تُغَنِّيْ حُرُوْفِيَ لِلَّيْلِ...

تَسْرِقُهُنَّ الْقَصَاْئِدُ...

نَحْوَ بِلاْدِ التَّمَنِّيْ

 

سَلاْمَاً إِلَىْ كُلِّ أُنْثَى

بِبَعْضِ حُرُوْفِيْ تُغَنِّيْ

سَلاْمَاً إِلَى كُلِّ أُنْثَىْ تُحِبُّ

إِلَىْ كُلِّ أُنْثَىْ

دَعَاْهَاْ إِلَى الْحُبِّ دَرْبُ

مَعَ الْبَحْرِ أَمْشِيْ

هُنَاْ كَمْ تَحَطَّمَ مَوْجٌ

عَلَىْ صَخْرَةٍ صَاْمِتَهْ

وَمَاْ بَيْنَ صَمْتِكِ أَنْتِ وَبَيِنِيْ

هّدِيْرٌ مِنَ الْبَحْرِ

يَعْزِفُ فِيْ أَلْفِ لَحْنِ

 

هُوَ الْبَحْرُ مَدَّ إِلَيْكِ يَدَاْ

فَمُدِّيْ إِلَيْهِ يَدَاْ

وَلا تَسْأَلِيْ عَنْ دُرُوْبِ السَّفَرْ

وَسِيْرِيْ عَلَىْ الْبَحْرِ...

مِثْلَ الطُّيُوْرِ...

وَمِثْلَ الْغُيُوْمِ...

وَمِثْلَ الْقَمَرْ

وَخَلِّيْ ثِيَاْبَ الطُّفُوْلَةِ وَالْخَوْفِ...

فَالْوَقْتُ يَلْبَسُ لَوْنَ الشَّجَرْ.

 

10 -10- 2008 الشرقاط.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2172 الخميس 05/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم