نصوص أدبية

استعين بصحوة خفاياكِ / سمر محفوض

ورثة للصدى نحن

أيتها الصيفية الطيبة

اذا هوت من فوقنا سطوح السماء

يسقط الزهر

من شرفتك

إلى جبيني

لم يكن لنا حنانك

ماكنت..أنت ..لا

...

 

أيتها الأنيسة ..لا تثقي بنا

فقط دلي أسماءنا الهاربة

من معانيها علينا

أغلق الأفق حتى آخره

وكنا نخرج إلى العدم

كصرخة المخاض الأخير

لنرجم الوردة والورقة

والأسباب والعادات وأنت

يا ابنة الهجر الآدمي

والمسافة شبه المستترة

في هذا الكم من الموت.

الاحتماء محالاً

ونحن أبناء التشرد بلا حدود

رحم عاقر يحلم بالأجنة

قبل أن يموت

وما من فكرة أجدى

...

 

سأقص لك أحد جناحي

أنفاس الشجر

أول الليل

الريح كلها

الوحشة

الأنس

ومفردات لاحقة

قبل أن

اخدش مخيلتي عّله الغياب

يخرج من عروقي

ناضجا كالبحر

بتين العمر ..

وزيتون القهر

إلى احتشاد

عينيك الفسيحتين

ليرشح الورد روحه عاليا

بكبد المكان

...

 

وحدي ثم وحدي

لاشيء وراء البحر

إلا الدمع

ولاشيء بينهما سوايَّ

أعلى من الوريد نزفي

لاشيء يحدني غير اقانيم الذاكرة

لا تحاصرني يا شذى الورد

قف بمديحك.. قبلي

نادمة أنا للغياب يا شتاء

نادمه ..نعم

ردني لعتبتك دمعا

يتصوف آخر

ابتسامة قطفتها

طلقة قناص معتوه

...

 

لمزاج القتل

طزاجة الحرقة في دمي

هو ليس الصبر

بل المسافة

بين بدايته والانفجار

حمامة تحمل الآس للحمى

وتعيد للنواح رتمه

...

 

حتى نهاية القدسات

غيمة ترفد السماء

تمسد على الركام

وتنهض

كي تلمَّ

عناصرها

من

أحلامنا ..

أشواقنا

بسطاء..نحن لا أكثر

نشّيد مقبرة جماعية

للامنيات

...

 

لا تسألني عن النسيان

تموز ياتموز

حباً وخوفاً

اجعل الموت معقولاً

لا بأس

لا زال الكل بخير

لم يتمزق إلا بعض

ألاف منا

تنتثر أشلائي

ورائي ..

أو تسبقني

وفي كلِّ يبابٍ ..

يحن الانفجار لصداه

على كلِّ بابٍ ..

تَراءَتْ دمائي ..

إلى أقصى الوهم المقرر

يبصر بي جسدي

يحمل الظواهر على محمل الجد

من القاع إلى القاع

...

 

سأتركُ فوق

حطام

الجدار

انحنائي

بما يليق بملاك حزين

أتسلق حبل الشك

بنجاتي

ساعة تشاء

أغير بصيحتي

عليّ

لك..؟

له..؟

لا..

ما رميتني

إذا رميت

بل ظلك المرمي

وبعد هي الأرض

وثمة كأس لمن شاء

وقبل هي الأرض

نصف الكأس يباب

والنصف الأخر

للحسرة الجارحة

وللحبق

المستحيل

...

 

يخفت الصرير على الشاشات

ويشخب الدم حياً

من بقاياي والمكان

غربين نحن

تأخذنا سنة من حب وموت

صديقان نحن

أيها المشرد في الحزن

والوردة والتدجيل والتزوير

والتمثيل

تمثيل بالجثث

تمثيل بالتاريخ

...

 

تموز يروض وحش الموت

يعيد للنهر أصابعه

آنى يكون

فأنا أتيتُ لكي أنام ..

وأنت ياعطر الورد...هل كنت مفرداً..؟؟

ماهم ...توشح بنفسجا

أصغ للصمت

صدى لمه

واهبط نعاسا على ظلك

المغمس بالدمع

آن يطلع المديح من بوابة البحر

أو شباك الروح

...

 

ارفع من الرايات أحلاها

بيضاء ..بيضاء كالقيا

تنكر لحبك الأول وللمطر المبكر

وللفجر الذي يأتي ولا يأتي

لا فرق أن تتربص بالعاصفة

أو تخضب قلبك بالشوق

.. فقط توهج

توهج، كفجيعة وغاوي الليل بنرجس

يزهو فوق أضرحة أطفالنا الموعودين

...

 

اجتماعات، اجتماعات،اجتماعات

وقرارات، قرارات، قرارات

علك تفك حصار،

مثل ملاك مستقيل

واصل صمتك المهان

بالكلمات التي قلتها وبالكلمات التي لن تقولها

لا منطق على الإطلاق فهب روحك الملغومة

حرية الفكاهات والتعايش السلمي مع موتها

واصل برعم الفرح الخطير على باب قلبك

انشر قميص الكرز العالي

ككتاب تحفظ فيه تعاليم الروح

ومذكرات القرابين

لتفاحة الصباح

بحشرجاتنا

والشراك التي لا تحصى

...

 

وورد تربي طيور الدهشة

ثم تتعقب زلات نطلق اللغة

بأشعارنا..

إلى سقف المزاج

كأغنيات لم تغن بعد في نشيد الدم

ثم تنام خمس حرائق وقناديل حنان

تترجم بالرمان خصل الضحكة

على باب حدائق عينيها المستريب

نام الفجر صورة للصدى

شد عريه إليه واكتفى

بالكوابيس

و ورد:

أنشودة ريح تخط ملامح اللغات من

قهوة الضوء وصلاة الضحكة مساء الأغنيات

نحن حاضر من الخوف والنكران

نغري الوقت بالتريث

ونغريه بالأبرياء

وبقليل من الارتياب والصمت

لم ننتبه كيف لا

انه انعتاق النبات

لم ننتبه كيف يخلخل الفراغ روحنا

ويسرج شرفته العالية

ثم يرتب الإصغاء و الضحكة والأنين

قبل أن يولم للدمع...

...

 

أوهامنا

اكبر منا

لا تثقي بنا فنحن ننكر الغيمات

بلا معنى ونهلل للميتين

ورثة الصدى نحن

نهمل جرس الماء

في جرن الصباح كي نرش الندى

على عشبه نبتت في ضلوع صبرك

بجناحين وغناء

ضحكة ورد احن من قلب أم

وورد تقول

لا خطيئة أبدا لكنة الافتقاد للحب

أبدا كن شجاعا بقدر الحب

وبعون الحب اقترفه

مهما كان غادرا ...كن سعيدا

واتبع ما يمليه قلبك عليك

 

سمر محفوض

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2176 الأثنين 09/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم