نصوص أدبية

حقائبي الوهمية / مهند الخيكاني


المتيبسة
المنشورة كالضريح بين احضان
الاصفرار بوجهي،

يا (انها) ولجت بأخشابي
مثلما يُرزَقُ اله الغربة
حدود ....... جفت الحدود،

يا (انها) ارتكبت رجوعا مصنوعا
من اللاشيء المستعمر
بخاطري،

ما تزال تقتات اشياءا من اللاشيء
المنجمد بين فتور الجفن
وسفر الشهقة المغروسة كالخنجر
عبر اخشابي،

يا ( ) .. انني انسان من خشب

ورثتُ منك الحقائب السعيدة
بالقطار
،
ورثتُ منك قلائد الوقت الذي
بكل جمجمتي
،
وبكل جماجم الانكسار المرسومة
كقصيدتي السُريالية الاخيرة
عندما اودعتك كل ابوابي،

الظهيرة بحاجب الحلم
تشبه عطاس الطين لاضلعي،

انها ابواق تُحيّ رميم
المسام من قبور المسام
،
انها قيامتي الملونة بلونين
عاطلين عن اداء الجحيم
او الخضار بكفيك،

اتسابق في خلاياك
وانا خشب يحتويك من
بغض الضآلة،

منتظرا شيطان الحقيبة ليسرّح
روحا تسكن بين احشاء
الجيوب،

ضعيني في بيتك المتنقل
،
ذاك  البيت الذي
بابه مفتوح الحقيبة يبتلع
الوطن في الوطن،
يبتلع الغربة في الغربة،

يطعم الغربة وطنا وجثمان
صرخةٍ،

يطعم الوطن غربة ووجوها
توقظ حسرة الوطن
،
توقظ افواها بجوع نائم
وينام فوقه المشرد انا،

ما اتعس ان يغترف السيناريو
رتابة التكرار
،
وما اتعسه من ذلٍ
يحملك الجرح فيه على اكتافه،

ان تتكأ الجرح ... نوع من عذابات
مؤرخة جديدة،

ان تغلي وانت شبه حقيقة
والبقية بين كأسٍ وانكفاء
 
وسعال الثياب كأغلفة
العولمة العتيدة،

هو كثير على من كان
خشب
،
كثيرا جدا يا ....
حنجرتي الطفلة

يا ساعتي المخذولة في تمام
العودة
،
يا مساحات العصر الفارغة
منكِ،

ما ازال خيطا صريع
اللحاق بكِ
،
ما ازال خياطا مهمشا
يبلل وجهك بالالم الّذيذ
واي المٍ لذيذ ...

ما تزال تعتصرني لسعات
لماذا ...
وتساورني السنة الجوابات
كالغربان ...او اشد نعيقا .

يا بئري الذي يسقط فيا
كما يسقط الاخوة في
ذاك البئر،
وأخرجُ يوسفا بحلم من الاسفلت
جديد .

يا خشبي المولود في خشبي
يكفيكِ احتراف التماهي
وعاهات الرضوخ،

اسلبيني جدا فأن بقاياي
ترسو بين حواشي الظل
تختصر العبور تمتص
رأفة الرب
،
اسأليني ان كنت اريد
الرحيل .. السفر
او ربما يمكنكِ ارضائي كالطفلِ
بحقيبتك الصغيرة الاخرى،

اسأليني عن اخر الهٍ  خلعت
عليه غضبي وتمردتُ
فيه قيثارا مضمخا بأدمعي ...

لم يكن يصغي حين دعوته
بفمٍ سكير ان يمنحني
حقيبة،

او يخلقني مثل الانتحاب
كي لا اشعر بالالم،
او لابأس ان اشعر بالالم
،
مقابل
 
ان اشعر بالالم،

اسأليني ايتها الالم ..
اسأليني
عن رفقة
الخطيئات المنتشيات لي،

وهن يحبسن الحياء بين
جيوبي ويخرجن
شياطيني عارية الوفاض
 
ويلبسن كآبتي ويطعمنني
نهودا هالكة من القضم مشبعة
بالفارغين والمتهالكين ..

اسأليني عن مدن الوقت
وكيف سياح المكان يترذلون
عند مناجاة الخمرة بالعاهرِ ...

وهي الوحيدة بعد فراغ
الناس منهم،
تأويهم ...

اسأليني قبل نفاذ الالم في اصطياد
مشقة اخرى
عن ضياع القلب،

اسأليني عن لوني عن وجهي
المشبه بالخارطة عن
بوصلة اقدامي عن حقائبي الوهمية
التي اضع فيها ادوات البحث
عن قلبي،

اسأليني عن قرع الطبول
بأكتافي
 
وعزف النايات
بأعصابي
،
وتحديق الخرافات
بأشيائي
 
وقفر الورق المصهور
بعنقي،

اسأليني بحق من ختم الطفولة
فيكِ بمولود جديد،

عن اسمي الذي تعرفين
ومنزلي وخط هاتفي
وعاتقي الكهل ...

اسأليني بقدر ما اتمنى ان لاتسألين

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2177 الثلاثاء 10/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم