نصوص أدبية

مَـقامُ نَــــــــــــوَى’ / عبد الفتاح ألمطلبي

 

 

 

إخلعْ عذاركَ لــــــــــوْ تهتّكَ جار ُ

ما عادَ ينفعُ فــــــي الأمور ِ وَقارُ

 

إخلعْ عذارَكَ لســـــــتَ أولَ فاقدٍ

للصبرِ أكثرهـــــــمْ بذلك حاروا

 

لا العشقُ يردعهُ ولا نوءُ الهوى

حتى و إنْ يُبنــــــى عليه ِ جدارُ

 

أغراهُ بالقلبِ العليــــــــلِ ِ نزيفُهُ

فغدا مباحاً أنْ يُســـــــــــاءَ جوارُ

 

و أباحَ أسرارَ الهــوى متجاهلاً

إن الحديثَ عـــن ِ الغرام ِ سِرارُ*

 

أفما دريتَ بأننـــي فـَرْدُ الهَوى

لا رِدْفَ فــي قلبي إليهِ   ُيشارُ

 

ولـَقدْ علِمْتُ بـــــأن حبَّكَ نزوَة ٌ

وكأنّ لعبَكَ بالفــــــــــؤادِ قِمارُ

 

فإذا نأيتَ فللـْنـَـــــــوى أحكامُها

أخشى إذا شطّتْ يعـــــــزُّ مزارُ

 

ووددتُ لو أن الظَلامَ كما سَجى

يقفوهُ فــــــــي دارِ السلام ِ نهارُ

 

فإلامَ يأكل ليلـُـــــــــنا أيامــــَنا

وننامُ لـَــــــــــمّا غيرنا قد ساروا

 

لي فيك معضلتان يا وطنَ الأسى

ليلٌ طويـــــــــلٌ والنهارُ صَغارُ

 

وطنٌ تحـــــــفُّ بهِ المنايا أينما

سارت بـــــــهِ الأقدامُ والأقدارُ

 

فمتى أراك كـما يروق  لخافقي

شمساً يغازلــــــها الغداة َ مدارُ

 

أهواك لكـــــــنّ السهام تتابعت

وكأنها مــــــــــــن كثرةٍ أمطارُ

 

لم يخط ُ فيك الخير بضعة َأذرعٍ

حتى سعى حسَــــــداً إليه عثارُ

 

أوثقتَ قلبيَ بالهوى ، وتركتني

فكأن قيدَكَ فـــــــي يديَ سوارُ

 

أفـَكُلّـما ذكَرَتـْك َروحيَ  زُلزلتْ

هل إنّ عشـــقك يا عراقُ دمارُ؟

 

والله ما كان الغـــــرامُ  خديعة ً

صدقَ الغرامُ إذا تشـِبُّ  النارُ

 

ما بتُّ أذكرُ رافديكَ وقد طما

آذيُّــــــــها فزهتْ بــــهِ أشجارُ

 

حتى تكذبـُني العيـــون بما ترى

من فاقةِ الضفتين وهــــــي قـِفارُ

 

فيضجّ بي أســــفٌ وأعجبُ إنهم

لا يحفلون إذا تفاقـَــــــــــمَ عارُ

 

وكأنه ما همَّ  لـــــو مات الهوى

أو شاعَ حزنٌ أو يثــــورُ غبارُ

 

أو صاحتِ الغربانُ ملـــئَ نعيبـِها

أو صُــــــــكَّ مما يعتريهِ  هزارُ

 

أو ناح من وجـــــدٍ حمامُ نخيلهِ

متذكرا بغدادَ وهــــــــي عَمارُ

 

وإلامَ تسكت شهرزاد فلا هوىً

يا شهريار ولا كـــــؤوسَ تُدارُ

 

ثـَملَتْ ولكن من جوىً وغضاضةٍ

فلقد أصابَ الدجلتــــــــــين عوارُ

 

سملوا عيون الفــــاختات بنخلها

وغزا بساتـــــــــين الغرام بوارُ

 

خنقوك يا ماء الفرات  وأوغلوا

في قتل دجلةَ والجــوار ضِرارُ

 

يا ليتَ دجلةَ  نبعهُ من أدمعي

لجرتْ إليه من الدمــــوعِ بحارُ

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2177 الثلاثاء 10/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم