نصوص أدبية

قــد لا أدري / زيد الشهيد

قد أستحيلُ شارعاً ينتظرُ

قوامَكَ الشمعي لكي يُضاء بالبهاء .

قد أطويَ الحُلمَ الذي يضمُّنا

فأرجمُ الليلَ بالنجوم الراقصات

وأدخلُ الفردوسَ من بابِ خالِ خدِّكِ الشهي ،

وأتركُ الحزنَ الثقيل .

قد يُعلنُ الجمالُ احتجاجَه على فعلِ أصابعي لأنها خرقاء

تسببت بارتفاعِ خفقِ قلبكِ الرهيف يومَ

ارتشَفَت تلك الأصابعُ الرعناءُ قهوةَ خدِّك المُرَّة اللذيذة .

قد تتدخّلَ أمُّكِ في كتابةِ الشعرِ

وتمنع قافيتي من التهالك عند تخوم ابتهاجكِ .

قد يُجاهر أبوكِ بأني مراهقٌ لا أجيدُ الركضَ كما الأسوياء .

لكنني سأتقمَّصُ حِبرَ الغوايةِ وأكتبُ قصيدةَ العسل

يهطلُ من شرفةِ شفتيكِ الغارقتين بالبريق

وأتركهم أصدقائي يشيرون عليَّ ، قائلين :

هذا شاعرٌ أكلته السنينُ لاهثاً وراء قافيةٍ اسمُها خدُّكِ .

وجرجرهُ خالٌ يشكِّلُ هويةً توحي بالدهاء .

 

(2)

لا تلومينني لأنّي ألفُّ أزقّةَ  المجانين

وأقتفي ضياعاتِ لياليهم الغارقةَ

في أحاديثٍ هواء .

لا ترشقينني بضحكاتٍ من هِـزءٍ

وقصائدَ ساخرةٍ من كلمات .

لا أنتمي أنا للأسواق المفتوحةِ على بضائع الغواية .

لا أسرِّب شعاراتِ المواعيدِ المستحمَّةِ في ليلِ العاشقين

وأقول : متيمٌ ولهان .

لا ارتمي في طقوس الجنون وأحمل السراب

أنا أزرعُ الكلمات كي أنتجَُ غزلاً يليقُ بهويةِ قلبي البريء .

وارسمُ بسماتٍ  ، علَّ قلبَكِ الغزال يخطو مرّةً على خميلةِ الورقةِ

فيقول هذا شعرٌ سارتديه قميصاً لحفلة الإفضاء .

وتطرقين بابَ شوقيَ الدفين ، بالهمسِ والوشوشةِ

وتنقرين ببهاءِ عينيك فضاءَ روحي المتطلِّع لغيمةِ قدومكِ

مُذ خطوتكِ الأولى في مَسارِ انتظاري .

وأنا " أراغون " الراسمُ حضورِ " ألزا "

بلسماً لقلبي الحزين

فهل تجيء ؟!

أقصد هل تجيئين ؟!

 

(3)

أدري أنَّ ما فات غدا من حكايا الغابرين

وأنّ ما هو آتٍ يرسمُ أقواسَ قُزح ،

وسماواتٍ تسوح

وغيوماً ترقصُ " الجوبي " على إيقاعِ " جورجينا "

و " تك .. دُم .. تك .. دُم "

أدري أنَّ حاراتِنا ستتذكََّر يوماً أنَّ ثمّةَ

أزبالا كانت هنا ..

وكانت هناك !

وأنَّ الوردَ حين يرقصُ الآن فرقصتُه فوق أطلالِ العفونةِ الكانت ،

وأنَّ صبياتِ أزقتِنا الفقيرات ما كنَّ هكذا مُدللات ، ممتلِئاتٍ بالغنج .

أدري أنَّ أمّي صرَفت زمناً تتباهى بابنها الواقعة في غرامهِ البنات ،

وأنّه يكتب الشِّعرَ فيتساقطنَ فراشاتٍ عند ضوئه الشذي .

أدري ..............

وأدري .............

وأدري .............

لكنَّ الذي لا أدريه هو :

لماذا كلّما ضحِكَ العراقُ تفجّرت السكاكينُ ثأراً ،

واستبدَّت فكرةُ البغضِ الدفين ؟

لماذا حيثما شَرِبَ العراقُ مياهَ جنته البهية

تنادهت الضباع ،

وعمَّ ليلُ الحقدِ في مضارب الوجوه

وأُعلِنَ الجهادُ على السعادة ؟!

 

آب / 2007

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2178 الاربعاء 11/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم