نصوص أدبية

?في فوهة البركان سأبني بيتي! / إنعام الهاشمي

 

لا تنظر إليَّ وقد نزعتُ مَخالبِي...

فما حاجتِي بها وقد مزَّقَت جبينِي؟

والصوانُ أدمتهُ خربشاتِي،

وأنا أنحتُكَ إلهاً،

كيلا تهزَّكَ ريحٌ عَتَت؛

ألا ليتَني صنعتُكَ من تمر!

كي تُشبِعَ كلَّ الشهواتِ التي تحومُ حولكَ

وتأكلُ نفسكَ إن غلبتك شهواتُك !

فخذ المعاولَ علَّها تعينُك...

واعبث في العَرين،

فقد أدمنتَ الانتحارَ في الحب!

يندى جبينُهم وتندى يدِي....

لبستُ التعفُفَ شارةً

في وِشاحِها

"لا تنسَي من أنت!"

قالت...

ورمَت على كَتِفي وِشاحَها أمّي!

فما امتدَّت يدِي

طالبةً...

سائلةً...

متضرِّعة....

حاشا ليَدِي أن تهُون!

فذا الذي تسرّب وعصى في الروح

له النبضُ يستَجدي...

رفيقُهُ ودليلُه في شرايينِي

فكيفَ أغمَضَ عينيهِ عن السؤال؟

ألا تعرفُ الفرقَ بينَ الرقيبِ والرفيق؟

وبين ذلكَ والذي يرومُ كُنفَ أليفِه...

وتدّعي أنَّكَ .. أنتَ الحبيب؟!

ألا تبّاً لعبثِ المفردات

وتبّاً لدفءِ جناحٍ كان الملاذ،

كيف أثلجَتهُ النَزَوات؟

و تباً لعهرِ الشيبِ في كَبَواتِ النَزَق

فكيفَ السبيلُ إلى قلبِ الله فيه؟

أيُّ بريقٍ هذا الذي ينفثُ السَديمَ

في عيونِ البصيرة؟

وأيُّ كأسٍ هذهِ التي تنفثُ الوهمَ

في ثمالةِ الأفئِدة ؟

كيفَ ينثني النغمُ خانِعاً

في ظلِّ قراقِيعِ التنَك؟

وإلامَ تغتسِلُ النفوسُ عبثاً

في ماءِ"الميراج"؟

أيُّها التائِهُ في لجَّةِ نِسياني،

وصدى مَوجي ما بَرِحَ يهدرُ

في صَخَبِ مَراسيك....

تقاطَرَت الشِراعاتُ حولَك

وشِراعُكَ يقِفُ مخذولَ الصوارِي!

لا تبحث عن ريحي التي رَحَلَت...

وذاكَ الذي كانَ مِنِّي؛

لكَ في أذرُعِ المراوِحِ حُجَّةٌ

وحيلتُها

غَمزاَتُ غَوىً مسفوحَ الحَياء !

تساوِمُني الرغائِبُ

والِذئابُ قوانصٌ

والدربُ وعرٌ

والهشيمُ قِبالتي

لكنني...

والعيونُ تصادِدُ رمشي

أقسمتُ أنّي

في فَوهَةِ البُركانِ،

سأبنِي بيتي!

* كانت هذه خربشات فوق هشيم العرين... بعد منتصف الليل!

حرير و ذهب (إنعام)

الولايات المتحدة

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2187 الجمعة 20/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم