نصوص أدبية

نجميَ الآفل / زهور العربي


الى روح أخي....

 ثكلى تلك الدّروب العامرة بالذّكريات

ظمأى كما روحي لزخّات اللّقاء

لموقد يقتات أنامل الصّقيع التي تكبّل لبلابة العمر

ظمأى تلك الدّروب المقفرة لريح تسافر بخطاي المثخنة بالرّجاء

لهسهسات صوتك الرّاحل مع مساءات الصّمت

تلك الدّروب تعرفك ايّها المدّد في شراييني

المتوحّد فيّ

النّابض في أرجائي

المسافر مع انفاسي المُترعة بالحنين

المنعكس في كلّ مراياي

!كيف أمضي مع المشيّعين ؟

وأنا مثلك مرفوعة على أكفّ الوداع

تلفّنا ملاءة الفجر

تقذفنا أكفّ الرّزايا في طريق يقاطع الإياب

تنكّس المنارات راياتها البيضاء

تقيم صلاتها السّادسة

تتعالى تراتيل الأسى نشيجا قدسيّا

يفجّر مآقي الغيوم الآسنة

يفتح الغروب أبوابه في جوف الصّباحات البكر

تتوه الفراشات في مفازات الأمس

تتسمّم بشذاها أسراب الزّهر

يعمّر ضباب الفراق مسامّ النّبض

آه منها غربان العدم تقتنص شقيق القلب

تزهق بقايا أنفاسي

يتسربل النّور بوشاح الحداد

أيتها السّماء أخيطي كفني الى كفن النّجم الآفل

لملمي أنفاسي المتشظّية في تجاويف النّشيج

افتحي ذراعيك لأجنحتنا البيضاء

لا تتركيني في جوفك الدّاكن غريبة

دثّريني يا غمامات الغياب

اني اتهاوى

وأجنحتي تحوم كسيرة تطارد السّراب

 

تونس ... السرس

20\7\2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2195 الاحد 29/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم