نصوص أدبية

على ضفاف الرحيل / لطيفة حساني

 

سددت في صدر الفضاء رمايتي

لأصيب طير البوح بعد عناء

 

فتناسل السرب الجميل براحتــي

وانساب شعرا حين جف إنائي

 

قدقمت من جفن الصباح حكاية

سردت صراع الليل والأضواء

 

أنا نـــجمة زاد الظلام ضياءها

تـــختال تيها في الفضاء النائي

 

تيـــــاهة فـــــي أفــقها مفتونــة

بالخيل بين فدافد البيداء

 

الخيل تعرفني وتعشق وطأتي

واللــــيل يــفترش النهار إزائي

 

وردي بحار المستحيل سجية

فالمستحيل يراعة الشعراء

 

ولكم أحدق في النخيل تعشقا

لــــذرى عــــلو تســـتفز سنائي

 

عنقود وجدي صغته وجعلته

ريــــا لكــــون يســـــتثير بقائي

 

يامسرحا رقص العذاب بأرضه

واكتظ فيه ترقبي وفنائي

 

وشدا به عصفور ضوء أخضر

متــــخوفا مـــن زفرتي وبكائي

 

والكون شـــاهدني بأجمل حلة

وعــــلى المـــلامح عزة النبلاء

 

وأنا السجينة في مواجع لحظتي

أشدو وصمت الكون في أحشائي

 

أنهار شوق من شفاهي سلسلت

وبــــداخلي تغريبة الصحراء

 

رحلت حروفي في مفاوز وحشتي

لتعود ملأى ريها خيلائي

 

فهي استفزت ما يدور بداخلي

وتشذرت كالحلم في أجزائي

 

إني حملت من الجرار كريمها

علـــــي أرى دربــا لسر الماء

 

ياصمت دهر قد تنامت في فمي

أغــــصانـــــه تــغتال كل غنائي

 

كانــــــت مدينتنا ضبابا ناشرا

إكداره فـــي روحنا البيضاء

 

كانـــــت متاهات تعاود بحثنا

عــــن دربــــــنا لنـعود كالغرباء

 

حرمان هذا الكون حط رحاله

ورأى مرابعه على الحوباء

 

إيه وما كان الزمان يري لنا

فـــــكأنه الســــكرات قبل فنائي

 

ماذ عساي وكل درب ينثني

ويهد جسر الأمنيات إزائي

 

فكم انتظرت بملء أحلامي غدي

غيم من الأرزاء وإذاغـــــدي

 

كم شردتني يـــا فؤادي شقوتي

وأنــــا أرقـــــع غربتي برجائي

 

والوهم غيم ليس يمطر بالحيا

ماتمطر الأوهام غير شقاء

 

يهفو الحنين على مراياهم شذى

يذكي بقلبي صبوة الفقراء

 

تبكي على خدي السنون تهزني

مــن أمسهم ذكرى الزمان النائي

 

أمشي كبدر في المياه تخوفا

أن يــــقتفي الزمن البهيم ضيائي

 

هدهدت مهد الغيم أرقب غيثه

وإذا انــــتظاري راحـــة لفــنائي

 

وغزلت فستان المسرة في الدجى

ليـــــرى الصباح أناقتي وبهائي

 

فأتى الصباح مسربلا بسلابه

كــــــيف الكئيب يحس بالأشياء

 

يبست جذور القلب بعد مكارهي

واصفر في أيك السنين رجائي

 

فرحلت بي وحقيبة موجومة

ويراعة تبكي على أشلائي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2199 الاثنين 6/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم