نصوص أدبية

سماء من حجر / علوان حسين

في ركام الدموع ِ

أطالع ُ وجهي الناتئ كالصخر ِ


أغرس ُ أحزاني في سماء ٍ

تراني غريبا ً ..

وحيدا ً أطوي الأمل َ الرث َ

تحت الثياب ِ .

لي بلاد ٌ مرهفة ٌ

تؤطر ُ أحلامها

وتشحب ُ مثل َ النجوم ِ .

في يدي َّ

سلاسل ُ من فضة ٍ

وفي عيني َّ

حفنة ٌ من دموع ٍ .

في لحظة ٍ أعود ُ

الى سلالة ِ شعوب ٍ

تتلألأ ُ رغباتها في الرغيف ِ

تتموج ُ في الفاقة ِ .

أشتهي امرأة ً

أشربها في الصباح ِ

مثل َ الدموع ِ

أنام ُ تحت نهديها الأخضرين

الشهوة ُ سياج ُ الأحلام ِ المدفونة ِ .

كنت ُ أقرض ُ نهدا ً يابسا ً

حينما أيقظوني

سقطت من بين أسناني الغيوم ُ .

مع براكين َ عذبة ٍ

أمارس ُ الحرب َ

مثل َ امرأة ٍ تستبدل ُ عطرها

برغيف ٍ مسروق ٍ .

في غلالتها تتحصن ُ العبارة ُ

أقنص أفكارا ً من ريش ٍ

أطويها وأنام ُ

في النهار ِ أسيل ُ

ضحكا ً أبيض

في الليل ِ

ملتفا ً كالسر ِ على نفسه ِ

أخضر ُّ من الخوف ِ

في الشارع ِ

أبصر ُ النسوة َ اللائي يتبضعن َ أوبئة ً

أو يبيعنَّ الجداول َ

بضة ً كالحليب .

الصباحات ُ مبلولة ٌ بالعطر ِ

الفضيلة ُ تتأرجح ُ كالفجاءة ِ

تخطف ُ الأبصار َ

لماذا تغدو وجوه النساء ِ مغلقة ً

وهي تتفتح ُ كالحقائب ِ ؟

كل صباح ٍ

أرقب ُ خطوهن َ المتعثرَ أمام َ المخازن ِ

ينثرن َ غلالهن َ في المكاتب الأنيقة ِ

المكاتب ُ المواخير

إنّ المعامل َ مرخصة ٌ

والأجسادَ مرخصة ٌ

والأثمان َ مرخصة ٌ

والنساء يأكلن َ أحلامهن َ البائتةَ

يطوين َ أحزانهن َ في الملاءات ِ السود ِ .

أوقد ُ الشموع َ إحتفاء ً بانكساري

لكني لست ُ سوى

أرملة ٍ تدعك ُ أحلامها برعونة ٍ

أمام المرآة ِ

يسيل ُ ليلها الأملسُ

الذي فاض َ بالأسرار ِ .

هل كنت ُ سوى

جرذ ٍ ينبش ُ في الليل ِ

أكوام َ الأفكار ؟

 

شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2205   الجمعة  17/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم