نصوص أدبية

لألاء ودخان / سامي العامري

أما المسافرون

فهم كل ما لم يتحقق من أحلامي !

***

 

ناوليني رفشاً ومعولاً

لأحفرَ وأحفرَ عميقاً في تربة العدم

فأدفنَ دون رجعةٍ كلَّ نبضةِ جمالٍ ونقاءٍ

منحتُها للعالم

وبعد ذلك ربما سأشعر بأني لم أعد أحمق

***

 

مَن يشاركنُي الآن

كأسَ حليبٍ

كانت فارغة

فمددتُها من النافذة

وأرجعتُها وهي ملآى بأنفاس القمر ؟

***

 

روايتكِ الجميلة

والتي جاءت بأربعة فصول

زاد من جمالها

أنك جعلتِني فيها فصلَ الخريف !

***

 

ذكرياتٌ حزينة

حين أنام حزيناً

تصافحني بحرارة وشوقٍ ملفتَين

ليتني أستطيع أن أهادن الحزن ؟

أو ليتَ العالمَ يمضي بلا لاشعور

أو ليتني أمنح الحزنَ حزني

واللاشعورَ لا شعوري

ليعرفا ما يُفصِّلان لي !!

***

 

أن تكون صديقي

يعني أن تقبل توبيخي لك

وأقبل توبيخك لي

وأحب ما تحب وتحب ما أحب

فما رأيك لو قلتُ لك أني

صديق الخفافيش والغربان والخنازير والجرذان ؟

ربما ستقرفُ ولكن لو عُدْت إلى المعريِّ

فسترى كم هو آسف لأني لم أعاصره .

***

 

أنْ تفقد صديقاً أو صديقة

فهذا ليس انتكاسة

الإنتكاسة في التهيؤ الروحي ,

الإنتكاسة هي أن تمر بملايين الشخوص والأشكال

ولا تستطيع أن تُحيّي أحدهم

***

 

ما أحلاني وأنا نائمٌ

والليلُ سهرانُ يدوِّن صبواتي نيابة عني ,

وسأفيق نشطاً لأتركه يغفو في النهار ...

آه كم تناوبنا على هذه المهمة

لكن المحزن فيها أننا ما جلسنا سويةً نتباحث

عمّا كتبتُ وعمّا كتبَ

رغم علمي أنَّ قلمَهُ البرقُ ودفتره سماءٌ بلا غلافٍ

وهو يعرف أنَّ قلمي عمودُ ضياءٍ مطفأ

ودفتري شوارعُ

وغلافُه خُطى المشردين !

***

 

الساقيةُ شجرةٌ تتمدَّدُ باسترخاءٍ

والشجرةُ ساقيةٌ تنتصبُ بشموخ !

***

 

الشعاعُ المنحدر من الشمس

يطنُّ كسرب نحلٍ أضاع خليته

وأما ما تبقى منها

فهو ألعابٌ بريئة تندلقُ

من أكمام الفراشات

لهذا انتمينا لبعضنا

ولم يعد يحزنني

أنَّ سنوات عمري تَقِلُّ

لتكثرَ الشموع

***

 

بيني وبيني عطرٌ يقطع آلاف الأميال

***

 

لن يستريح هذا العالَم

حتى يُرَدَّ الإعتبار

لتفاحة آدمَ

وبرتقالة حواء

وعنب سامي العامري !

***

 

وأنت تسيرين معي

ضعي يدكِ في جيب سترتي

فتكون لي شهادة ميلادٍ

أحتمي بها

من عسس الطريق !

***

 

بجرَّة أذنٍ منك لي

أو بجرَّة قلمٍ

أو بجرةٍ من عسلٍ

وسأكون عندك

أُشبرُ قامتك بحنيني

وأتصفَّحُها برموشي كأطلسٍ مُلوَّنٍ

أو برونزيٍّ فقط

وهذا يكفي ويزيد

فالشمسُ ليستْ وحدها ما يجعلُ

جسدَكِ برونزياً

بل حرارةُ أشواقي أيضاً !

 

برلين

آب - 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2205   الجمعة  17/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم