نصوص أدبية

كيمياء العوق اللذيذ / مهدي الشمسي

 مواء

 

قبيل الهروب .. أرتدت الحروف زيها الثوري .. أحتدم بينها جدل ساخن بيزنطي .. جدل صاخب .. لكنه مخصي .. لا احد يمعن النظر بحروق الآخر.. المجد دائما للكلمات !! . عبثا تنتفض الكلمات .. تعلن عن عصيان ثوري كسيح .. يشل حركة التنابز بالألقاب بئس الأسم الفسوق . تتمترس الحروف عند آخر الطريق .. تتجحفل .. لحين أعادة صياغة البيان رقم واحد . تحذف .. تضيف .. ترفع .. تنصب .. تتخاذل حروف الردة .. تساورها الشكوك .. ترتد على اعقابها .. يستسلم نائب الفاعل عند الضفة السفلى . يلقى بالفاعل في غيابة الجب .. يعوي ذئب .. يهطل خوف أحمر .. يزني بالذاكرة .. تنتفخ بطن ياء النداء ( يا ) .. تتكور .. تتكور .. تنجب تاء  ( ة ) مربوطة . تسمع من تحتها مواء .. مواء .. تصرخ ..............  وا .. وا .. يا .. يا .. يا .. يا ....... يا ليتني مت قبل هذا وكنت حرفا منسيا . ثم اذن مؤذن .. ايتها العير انكم لسارقون .....

 

كساح

عقارب الساعة أجهدها حمل الشحنة الفاجرة من اطراف المدينة المبعثرة .. المدينة التي ادمنت كساح اطرافها المخجل .. فض بكارتها سايس مضطرب .. استعمر القراد شعر رأسه الهولاكوي العفن .. انجبت طبلا بعد مخاض عسير . انت ايها الطبل المدلل .. المتخم بشهوة رذائل نشاما الأمس .. يا واهب العوق اللذيذ .. نحن ادمنا كساحنا .. وانٌا له لحافظون .....

 

واهب الحفر

ايتها الحقيقة المسكينة .. الموؤدة بين زيف تفاسير وصايا الرب .. البسوك القوادون حجابا وحزام عفة .. ثم تركوا اطفالنا عراة .. حتى دون اسمال . فعلام تنبح كلاب الحرية المطوقة بكل نزق العصور .. ما دمنا قد ادمنا عرينا .. حتى جن على شفاهه الف سؤل .. كيف ينطلق .. كيف ينطلق* ....... !!! .

يا واهب الحفر اللذيذة .. هب لي من لدنك واحدة .. علني أسمع عند سكونها الماكر .. بعضا من صدى صراخي المثقوب ..... 

كيف ينطلق ......

كيف ينطلق ......

كييييييييييييييييييييييييييييييييف ....................!!!

 

 

 كنا ثلاثة

أنا .. والكلب .. وبائعة الهوى :

أنا : في مقهى بغدادي عريق ( البرلمان ) .. وقف كهل نحيل أشعث .. يمسك  برزمة نقود منتفخة .. قال لجلاسه :

حسنا .. سنلتقي مساءا عند خمارة حمورابي المجنون .. فهذه الرزمة المتورمة .. عربون من لجنة اعادة كتابة التاريخ . ليذهب الزعيم وحمورابي ومسلته الخرفة الى الجحيم .. ونمير اهلنا ونزداد كيل بعير .. ذلك كذب يسير .............!! .

الكلب : رمز أسطوري وتاريخي للوفاء .. صودرت نياشينه واوسمته وألقابه منذ فجر التأريخ .. علقت بأحتفالات مبهرة على صدور الأباطرة والرؤساء والجبناء والسماسرة والقوادين والثوار .. ثم مضوا .. مضوا ............... تركوه جائعا .. باسطا ذراعيه بالوسيط .

بائعة الهوى :

المكان : قريبا من بيت العنكبوت .

الزمان : قبيل الحصاد الأكبر بصولة فرسان واحدة .

غرفة معتمة ذات سرير طاعن بالأماني والأوهام .. لا يتسع فضائها الخانق حتى لأمنية صغيرة لعنكبوت مريض .. او لشتيمة أخيرة .

حشرت كتب التأريخ فيها حشرا .. غصت بها .. حتى احدودب وسط السرير .. بدا وكأنه سنام لبعير بارك .

محاولة جريئة منه لتغيير مسار حياة بائعة هوى .. الضحية المتورطة عنوة .. عرض استاذ التاريخ علىيها مبلغا مغريا .. لقاء ترتيب وفهرست كتبه . عملت لساعة واحدة فقط .. ثم اعتذرت .. قالت باكية وهي تقلب صفحات كتاب - ( لمحات عن تأريخ العراق الحديث) - لعلي الوردي : عملي اليومي اهون من جمع وفهرست اقاويل الموتى واكاذيبهم .. فانا اراقص الحقائق الحية العارية دون حجاب .. لا حاجة لي بنقودك ايها الاستاذ المبجل .. أعلم , بأننا ندفع الآن أثمان اخطائهم باهضا . كل هذا الكم الهائل من المشاهير والعلماء والشخصيات والطغات والفتوحات والثورات والانقلابات والقوادين والقادة والحروب الطاحنة .. لم يتمكن من منحنا انتصارا واحدا .. يمنع تشرد ايتامنا وتجوالنا في ظلمات الشوارع .. نحن سفرائكم المتجولون في ارجاء خيباتكم الأزلية . سحقا لتأريخكم أيها الاوغاد .......  

 

حلوى

في كل ليلة لنا احتفالا بهيجا بذكرى حرب .. بهزيمة منمقة ومخبأة في علب حلوى فاخرة .. كتب عليها بخط الثلث :

نحو غد أفضل لأيتامنا وأجيالنا القادمة ...... الف مبروك لكم ذكرى الأنتصار .

رباه .. فقد أشبعوا أيتامنا من الحلوى يوميا .. حد الأسهال ............... !!!!

 

أم البروم *

بين ساحة أم البروم وسوق الخضارة .. حط على كتفي طائر بلون الشمس .. طالبني برقصة .

كيف لي ان اقنع ذاك الشبوط* الأسير ..الراقص في حوض بائعة السمك .. بأن يطير بعيدا عن رائحة الشواء ..... !!!

عندها ابدأ رقصتي المجنونة برشاقة ................

 

 

* مقتبس من قصيدة الشاعر الكبير الراحل ( عبد الأمير الحصيري ) .. (أنا الشريد ) . 

* أم البروم : ساحة في وسط مدينة البصرة .. ملتقى لخطوط النقل .. وقلوب الأحبة . 

* الشبوط : من انواع السمك .. يمتاز بخفة حركته .                                                                                                     

 

18 – 8 - 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2206   الاحد  19/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم