نصوص أدبية

بيانات الحرف العاري (1): عجائب رهط العربان / زيد الحمداني

والفتك بالابرياء والثمن فردوس موهوم!

................

زعموا ان الله يأخذ الناس ويهلكهم لانهم ينتمون الى هذه الطائفة اوتلك الملة. أقول لهم جانبكم الصواب، لان الله يحاسب من يقتل النسل ويهلك الحرث. ولانه -الهاء تعود الى الرب جل جلاله- لا ينتمي الى جماعة او حزب معين، لذا فهو ينصر المظلوم في كل بقعة من بقاع ملكه ولو بعد حين!

................

الذي يعيش في غرفة ضيقة يطمح يوما بامتلاك بيت واسع بعض الشئ. وبالمثل من يرزح تحت نير نظام قمعي شمولي يرغب في ان يتحرر وينعم بالعيش في دولة يسودها القانون والعدالة الجتماعية. لذا فحينما نقول "ربيع عربي" نقصد ان ننعم بربيع حقيقي وليس صقيعا يمينيا ولا هجيرة يسارية!

................

يقول بعض الفقهاء في فتاويهم المتعلقة بالحراك الشعبي المعاصر ان هناك انظمة يحرم على مواطنيها التظاهر ضدها. وكأن الله يعادي الطغاة في بلد ما ويؤيدهم في بلد آخر. في الحقيقة لا يمكن ان نطلق على اولئك الا وصفا واحدا: شيوخ النفاق!

................

مشكورا دعا احد الملوك العرب رئيس نظام عربي دكتاتوري الى الاستماع لمطالب شعبه في تحقيق الشفافية السياسية والتداول السلمي للسلطة -بضم السين لا فتحها-. الغريب في الأمر ان الملك المقصود لما عرف ان حشودا غفيرة من مواطنيه تتظاهر ضد سياساته عند احد دوارات العاصمة لم يستمع لمطالب شعبه وازال الدوار المسكين من الوجود كي يمنع الناس من خطيئة التظاهر حسب قوله!

................

برنامج الاتجاه المعاكس برنامج جرئ  للغاية ويتناول قضايا عربية راهنة وهامة الا انه وللاسف يغفل عن جميع القضايا المتعلقة بالدولة التي يُبث منها البرنامج!

................

تستطيع ان تدرك الفرق بين قيمة الانسان في دول العالم المتقدم والدول العربية من خلال اتجاه الهجرات الجماعية. فمثلا الانسان العربي اعتاد اللجوء او الهجرة الى الغرب، ولكني لم اسمع بلجوء مواطن هولندي او نرويجي الى دولة عربية!

................

يتحدث بعض الاصوليين عن الغرب الكافر ومصير اهل الشرك والالحاد هناك. وحينما يمرض احد اولئك الاصوليين او سلطان من سلاطين دولته تجده يطير الى الغرب ليرقد في مستشفيات لندن او باريس ويتلقى العلاج على يد طبيب "نجس" بينما تعتني بتنظيف اعضائه الخاصة ممرضة "عاهرة"!

................

يتحدثون عن العروبة ووحدة المصير والتاريخ والدين ولكنك لو قتلت نفسك وقتلت اولادك وعشيرتك الأقربين على حدود اغلب الدول العربية لن تُمنح لك تأشيرة دخول ولو ليوم واحد. سمعت من بعض الأخوة العرب أن ماليزيا وايران وتركيا سمحت لهم بالدخول من دون فيزا. ونعم العروبة!

................

طردت من مقعدي في  الدراسات العليا قبل سنوات عديدة لان احد اجدادي من جهة امي كان مهاجرا الى بلدي الام من بلد  مجاور. وبالتالي اعتبرني النظام يومها بأني لست مواطنا خالصا "بيور". قبل سنوات قليلة هاجر اخي الى دولة اسكندنافية وحصل على جنسية تلك الدولة مؤخرا ويقول انه يستطيع ان يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الوزراء في تلك الدولة!

................

لي صديق مقرب جدا ومن عائلة مرموقة في بلدي وعمه من كبار شعراء العربية في هذا الزمان وكل زمان. تم طرده من الدراسات العليا أيضا بسبب اصوله الغيرعربية. ضابط الأمن الذي شطب اسمه من لائحة الموافقات الأمنية كان على الارجح لا يفقه اللغة العربية!

................

في الكثير من بلداننا العربية، اذا انتقدت اليمين قالوا انك تمثل اليسار واذا انتقدت اليسار قالوا انك تمثل اليمين. واذا لزمت الحياد اتهموك بالنفاق. لم يبق لديك الا ان تتبع ملتهم او تنفي نفسك الى سويسرا كما يحدث حينما يعاقب رئيس عربي ابنه العاق!

................

دخلت الى المسجد يوما وكان الخطيب يحدث الناس عن المعاصي وكبائر الذنوب وظل يعددها حتى وصلت الى ما يقرب من المئة معصية يمكن لواحدة فقط ان تدخلني نار جهنم وبئس المصير. اصابني يأس شديد وادركت اني ذاهب الى سقر لا محالة. حينما رأتني امي في حالتي المزرية تلك قالت لي: ويحك يا بني، لا تخف من صاحب الخيمة الزرقاء وان خوفوك منه، فهو احن عليك من امك!

................

دخلت الى المسجد في صباح يوم من ايام العيد فسمعت الخطيب يقول: اللهم احشر هذا الجمع مع حامي البلاد وراعي العباد. اصابني احباط عميق في حينها لان حامي البلاد قتل نصف ابناء مدينتي ولا اريد ان احشر معه. حينما رأت امي  حالتي المزرية  قالت لي: ويحك يا بني، الا تعرف ان الخطيب لا يقصدك انت وانما يقصد اعضاء الحزب الحاكم ومنتسبي اجهزة الأمن والمخابرات الذين كانوا يصلون معك في المسجد!

ابوظبي

26/08/2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2212   الاثنين  27/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم