نصوص أدبية

غاباتُ الحبِّ / عدنان الظاهر

لم أتداركْ تقصيري

قدّمتُ لها قُربانَ الذِكرى

أفرطتُ فجاءتْ أخرى

تتخبّطُ في ضوضاءِ مدائنَ تبحثُ في المقهى عن سلوى 

تتعاوى فيها أصداءُ الذؤبانِ .. حذارِ

(الغابةُ ليست مرعى)

سقطتْ من أعلى أغصانِ شُجيراتِ التينِ المتبونِ

خصفتْ خَصَفتْ حتّى ملّتْ 

غاباتُ العَتمةِ تزويرُ

يقتلُ فيها ذئبٌ ذئبا

تتبارى فيها أفراسُ هوايةِ تحديدِ الأسنانِ العوجِ

صِنفٌ لا يشبهُ صنفا

نفَقتْ .. كانتْ إحدى فتياتِ رياضةِ فتلِ الحبلِ

سقطتْ أخرى

أسقطها جمّالُ النوقِ الحُمْرِ

ما كانتْ تعرفُ يُمنى مِنْ يُسرى

لا يعرفُ قاصيها دانيها

رابعةٌ تقضُمُ شِعراً قَضْماً .. كانتْ 

جاءتْ تسعى عَدْوا

كوّتني منها نيرانُ الحصبةِ والحكّةِ والجُدري

مَسَختني عبداً موشوماً وعميداً معمودا

(هل المنادونَ أهلوها وأخوَتُها / أمْ المنادونَ عُشّاقٌ معاميدُ / أحمد شوقي)

نشّرتُ مناديلَ الغصّاتِ وسبّحتُ الآفاقَ ( لِواءً ) مطرودا

أتشممُ في ظُلمةِ ما حولي علّيْ

أستنطقُ أبواباً في دارٍ ضلّتني

حَرَمتني من سَقْفٍ أعلى من رأسي يحميني

شَهدتْ حالاتِ الحوبةِ جُرذاً يقضمُ في عظمي

(أمرُّ على الديارِ ديارِ ليلى / أقبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا)

(وما حبُّ الديارِ شغفنَ قلبي / ولكنْ حبُّ مّنْ سكنَ الديارا)

ليلي في ليلى

مِشعلُها طاقاتٌ من نورِ التأجيجِ الكهروشمسي

أتبعُها حَرْفاً مجرورا

مُنتفخَ الأقدامِ الزُرقِ

لا ألقاها ...

سقطتْ في عرشِ فِخاخِ من قشِّ

أسقطها محرومٌ منها

ويلكِ من ليلي يا ليلى !

(يا راهبَ الديرِ هل مرّتْ بكَ الإبلُ) ؟

مرّتْ كثبانُ رمالِ الركبِ المَلَكيِّ السامي

عَرَباتٌ يسحبها جُندٌ جوفٌ أسرى

لا نوقٌ لا ديرٌ لا ديّارُ !

 

تموز 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2214   الاربعاء  29/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم