نصوص أدبية

ما يُحبِط وما يُغبِط / سامي العامري

فيا صديقي

إذا كنتُ قد خذلتك في موقفٍ ما

فهذا لأنك لم ترني في محيطي المألوف

***

 

فلقَ الناسَ

بالدعاية لـ (ديوانهِ)

وكيف أنه مُنِعَ من التداول

في أغلبِ البلدانِ العربية ...

حتى أخجَلَهُ صاحبي بالقول:

نعمْ إنَّ ديوانَكَ مُنِعَ من التداول

ولكن ليس بسبب خطورتهِ على الأنظمة العربيةِ

وإنما بسببِ لغتكَ العربية الهزيلة !

***

 

الكون ارتعاشٌ دائم

يسيرُ نحو السلام

بعد هزيمة لذيذة

وأنا

في أشد لحظات اليقظة والتوفّز

ألمسُ جسد الحلم،  جسدَ اللامعقول وليس غيرَهُ

ذلك لأن اليقظة الطاغية

كالحلم الطاغي

منهِكة،  ملغزة

تقوُّضُ ألـ التعريف

وترمي به في متاهة

***

 

يقولون عمَّن يولد تواً أنه يرى النور لأول مرة

فماذا يا تُرى في رَحِم الشمس سوى الأنوار؟

وهذا القمر الذي كان جنينَها يوماً ما

هل خرجَ توقاً للعتمة؟

ليأتِ إذن إليَّ وسأريه من عتمة قلوب البعض

ما يجعل ضياءه فحماً

غير أني سعيدٌ لأنَّ طاقةَ أشواقي وأشعاري

لم يعد مَصدَرُها الفحم !

***

 

لا يأخذنَّك الوهمُ بعيداً

فمَهما لوّنت جسدَك بأزياء مبهرةٍ برّاقةٍ

فهو يبقى مرتدياً

زِيّاً من دقات الساعةِ

وهذا الزيُّ سيخسرُ دائماً

في عُروض دار الأزياء

ولكنه عندَ غيرِك الرابحُ الوحيد

في (دار الحكمة).

***

 

أيها القمرُ يا مُعادِلَ الوردةِ الموضوعيَّ

إجعلْ من المرأة التي حدَّثتْني وذهبتْ للتَّو،

إجعلْ منها معادلي الضوئي !

***

 

أيها السنجاب المسترخي بسكينة إلهية

على غصن لا أطاله،  

ما دمنا صَديقَين

فارمِ لي شيئاً مما تأكل !

***

 

تعال أيها الضوء

وتكوِّرْ على راحة يدي برتقالة أو عصفوراً

فإذا كنتَ برتقالة فسأعصرك فتكون شراباً سائغاً

وإذا كنت عصفوراً فسأدَعُك تلتقط

ما تخفّى في يدي من مصافحاتٍ حميمة

ولتعذرْني إن كانت قليلة !

***

 

لا أحتاج الآن إلا إليك

أيتها الصواعق المغردة عن بعد

فمثلي لن يتعمد إلا بهكذا أنوار :

بهذه الأواني من رحيق العدم

***

 

سألنَي عابرُ سبيلٍ مشاكسٌ قليلاً :

إلى أين أنت ذاهب ؟

 فقلت: إلى الحديقة العامة

فعلَّقَ: إذن وصلتَ .......

كانت أثوابه مزركشة تماماً !!

***

 

بعد حوارٍ جسديٍّ شاهقٍ

أجريناه

وكأننا كنّا نثأر من بعضنا البعض،

قالت بين النشوة الدامعة والشك

وشفتاها ترتجفان:

أخشى أنك معي لأن حبيبتك بعيدة ...

قلتُ لها بثبات:

لا أحب إلا مَن أراه في القلب

فلو كنتُ أحبها

لرأيتُها من وراء عواصفَ تزخُّ ظلماتٍ

وكذلك مَن يبتعد عن قلبي فلن أراه

حتى لو تأرجحَ برموشي !

***

 

الشمسُ جمرةٌ سقطتْ

من موقد الله

***

 

أيتها البعوضة التي قرصَتْني قبل قليلٍ

وامتصَّتْ شيئاً من دمائي ...

 أولاً شهيةً طيبة

ولكنْ ألا تخشين أن تتحولي

إلى شاعرةٍ بسبب ذلك !؟

 

برلين

آب - 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2215   الخميس  30 / 08 / 2012)

في نصوص اليوم