نصوص أدبية

جناح خفيض / بلقيس الملحم

دسست له مبلغا من المال وأوصيته أن يزرع شتلات الآس على قبر أمي ويسقيها ..

وحين هممت بالخروج، عدت لأني تذكرت أن يضيف على شاهدتها العبارة التالية :

"وسط تلك الوحشة،

في مجاهل الغابات الخضر،

قبِّلني بُنيَّ كلما أتيت إلى هنا "

 

قمحة حرب!

في قلبي حملت نعش بيتي وأطفالي ..

جبت الطرقات الجائعة بعفة، رغم عيون الذئاب التي كانت تُقشِّرني..

وحين أنهكني التَّصبُّر، صادفت قبرة تنوح على رأسي، حينها اكتشفت بأن النعش سُرق، وبأني في سوق النخاسة أُشترى ..

 

معبد الطاووس!

عاد متأخرا من مرقص لا يؤمه سوى أثرياء المدينة.

أخذ يقلب أوراق ثروته الضخمة وهو يثمل بين صور البغايا، ووجه حزين لفتاة مُهجَّرة لحقت به وهي تحمل أختها الشاحبة الجميلة، مستجدية عطفه وإحسانه..

وفور صحوه، تذكر وجوها أخرى.. وجوها من نوع آخر، تحاصره أينما ولَّى ..

فقرر أن يبنى جامعا كبيرا، مزخرفا باسمه !

غير أن وجوه الفقراء المنهكين، شوهت معبده الكبير وهي تحاصره بعد كل جمعة !

 

أبونا النهر !

 

لقد سحبت الأسماك جثته، وأهدوها لأمه التي جلست عند الشط، وهي تنوح مكلومة، تستغيث :

"علي الشرقي يا أبو شارة طفّح الولد من شط العمارة "

 

لعبة !

دار فيها النفط كأسا كأسا والغاز قننينة .. قنينة..

ثم لعبوا لعبة الكرسي وبقي العراق خارج اللعبة، وتحت الطاولة !

 

ملامح !

هو لا يعشقها، ولا يهتدي إلى ملامحها الضبابية..!

لكن " فم الوشاية " أتى بعكس ما توقعه ..

لقد جعلها لصيقة أظفاره، حيث تنبت هادئة بين شفتيه، كقمحة تكبر في قبو رطب !

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2216   الجمعة  31 / 08 / 2012)

في نصوص اليوم