نصوص أدبية
لمّا رأيتــُـــــكِ / عبد الفتاح المطلبي
أدمنتُ طولَ كرىً علـّي أصادفهم
حتى غشاني بأحـلام الكرى دنَـفُ
لما رأيتُك يا بغـــــداد عاريـــــة ً
إلا من الدغـلِ في أشواكهِ صَلـَفُ
عقرتُ كل سنيني أضحياتِ هوىً
ولاحَ من بعــدِ غُنيـان ٍ بـكِ تـَلـَفُ
ألفيت دجلةَ في ضحضاحها سَقَمٌ
فصحتُ يا طين يا موجاتُ يا جُرُفُ
ناديتُ يا نخلُ هـل غالتكَ غائلة ٌ
حتى يبستَ فلا طلــعٌ ولا سَعَــفُ
أراكَ تذرفُ دمعاً كلما خفقتْ
لعاشـقٍ نبضة ٌ أو عــاجَ مُنعطَـفُ
هل خلفَ العشقُ إلا ما نكابدهُ
نـاراً يؤججُهـا من حــرّه ِالأســفُ
وما تفياك من بعد الغرام سوى
من لم يقاربهُ يومـا زائـراً شـرَفُ
لا غرو يا نخلُ أن ألقاكَ مبتئساً
فكـلُ شيءٍ سـواك الآن منحـرفُ
أراك يا نخلُ رغم الموت منتصباً
لكنّ قلبـك مما فيـــــه ِ مُزدَهَــفُ
أكلما خِطتَ جرحا يستجد به
جـرحٌ جـديدٌ بمـــا ينتابنـا يكــفُ
آمالُ كل بنـــــي الدنيا بقابلها
ونحنُ نشقـى بمـا ولّى ونختلــفُ
وكلُّ ذي قدم يسعى إلى هَدَفٍ
إلا بنيــك على أوهامـهم وقَفـــوا
لما أتى السيل ما كانوا سوى كُثبٍ
من الرمـال فذابـوا فيـه وانجرفـوا
هذي بضاعتنا رُدتْ على وجَلٍ
ومارمن خيرنا الأغرابُ واغترفوا
طبع القطيع التغاضي عن مذابحه
إذا الزرائـبُ في أركانهــا علـــفُ
حتى إذا أحضرَ الجزارُ آلـَتهُ
لحماً على وَضَم ٍ صاروا كما ألِفوا
ما قارفَ الغلُّ بُعـدا عن رقابهمُ
وذاكَ أنّهـمُ بالـذلّ قد رسَفــوا
صاروا قرابينَ لم تخمدْ محارقـُها
كأنهم بسياط البـؤسِ قد شُغِفـوا
بالله يا نخلُ فاذكرني إذا هتفتْ
تلكَ الحمائمُ أنىّ كلكلَ السَـدَفُ
وقل لها أنني لم أنس محنتها
وكيف ينسى الذي في قلبه رهفُ
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2217 السبت 1 / 09 / 2012)
