نصوص أدبية

وأدمى أصابعي طائرُ الكلام / حارث معد

    وأطفح فوقه كالرغوة،

       ثم أطقُّ،

           قبل الرشفةِ الأولى

 

الشعر حين أيقظني،

                    هزني 

فلمْ أدرِ كم من السنين

   كنت أغفو تارة 

        وأصحو تارة،

          على صهيلِ القوافي 

يومها سال القصيدُ من فمي

القصيد الذي من أجله،

          ما ابتلعتُ ريقي

من أجلهِ

      التصقَتْ أهدابي بحاجبي

 

عندما سهرتُ،

           فوق سفوح الخيال

وشدَّني طائرُ الكلام

فأدمَى أصابعي بمخالبِ الحروف

  كان قلمي مظلَّةً، 

     وأوراقي معاطفَ نساء

          ومنضدتي وادياً أخضر

  وعلى سريري،

     شمس مستطيلة،

           تتسلل من الشباك،

  وكتبٌ متدليةٌ مِن إبطِ الخزانة

   ورائحةُ الأعقابِ في  المنفضة 

   وبابُ بيتي المعوج

           وزحامُ الناس الأهوج

 

أسير بين عُقمِ الأرصفة

                وولادةِ الأبنية

تُجهِضُني المدينةُ من رحمِ الطرقات

 اجتاز بخطى عملاقة،

      وحشةَ طريقي الأسود

 

أين القفارُ،

والكثبانُ التي تعانق لُجَّةَ السراب

 أين الصبَّار الذي افتخرُ بشوكِهِ،

                 بين أمواجِ التراب؟

 هاتِ أيها الشعرُ الحُفَرَ المجوفةَ،

 لأمرِّغَ في إحداها وجهي

وأيقظْنِي من سباتي

          سباتي الذي يتقدمُني.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2220   الثلاثاء  4/ 09 / 2012)

في نصوص اليوم