نصوص أدبية

حرائق قلعة سكر وقصص اخرى / ماجدة غضبان المشلب

 

أوان قصاصاتي

في غرفة قذرة مزق حقيبة متاعي ناثرا محتوياتها على الاسمنت البارد، وتناول قلمي وودفتري، واصبح يكتب باسمي رسائلا اجهلها واجهل وجهتها.

نظر الي والى اثار الدم على جلدي العاري تحت قيود قاسية، رغم ذلك قال بصوت قلق:

- لا تتحركي ان غبت.

لم يكن بامكاني ذلك بالتأكيد.

من خلال ثقب غير صغير في الجدار رأيته ينثر قصاصات الورق الممزقة:

- قصاصاتي؟؟؟؟

دون لحظة تردد استدار نحو نقطة ضوء قصية واختفى في حفيف ثوبها.

نبض جسدي الموثق باتقان الى سرير حديدي قديم محدثا دوائر من ضجيج في سكون يغتنم المكان نعيمه فيه.

 

دمعة

اصبحت تشع في الظلام كشمس،

- لا تمسحيها ودعيها تنير لنا الطريق،

احرقتني بجمرها،

- لا تمسحيها انها اخر قطرة،

قتلتني بما تحمله من حزن،

- لا تمسحيها فهي كل ما تبقى من ذكرى،

تعثرت دون ان ادري، ودوت عند ارتطامها بالارض المفترضة،

- ما بك يا امي كانت هي كل الطريق الذي يصلنا بالعالم الراحل؟؟؟

 

مئذنة

قبل ان اخرج وضعت قليلا من الصوت المعلق على المشجب الصوتي وبعض الوان صورة ملتصقة بالحائط.

الجمهور غفير في الخارج ولخطواتي طعم الملح على شفة الشارع المندحرة امام عبوة ناسفة تترصدني.

كنت أعلم إنها اللحظات الفاصلة..وإن صرختي لن تصل أبعد من نهاية طريق ملتو بتعمد وحنق.. وان الواني ستتناثر لتتم ازالتها بخراطيم المياه بعد قليل..ولن يلبث لي وجود على خرائط عصية على الرائي.

قد اعلن اوان حصاد الغرباء.

في السوق سألت امي:

- ما افعل ان تهت يا اماه؟

- لا تخافي سينادون باسمك من مئذنة ما، وسأجيء لاصطحابك

تناوشت عيناي أول مئذنة..

كدت ادثرها بالواني المسروقة من صورة..

وانتظرت بلهفة لعدة ثوان كأنها الدهر كله لعل امي تسمع اسمي..

- اتراهم لم ينادوا باسمي ام ان صرختي تلاشت بين لغط الموتى؟

 

حرائق قلعة سكر

يجول في الجوار يبحث عن اخر سحب الدخان ليقتنيها.

كنت ممددة على الضفة والعشب الجاف يحيط بي وهو يمتص ما تبقى من روائح الحريق.

حاولت ان ارفع رأسي لأتبين ملامحه..لكن النزيف اوهن قواي وظلت محطات قدميه تعلمني بحدود البقعة الفاصلة بيني وبينه.

حبست الف آه في صدري كي لا يكتشف ما تبقى من جسدي المتناثر..

كنت اراهم يتقدمون والصباح معهم يقترب.

بضعة كلمات بين لساني وفحوى الزمن كان عليها الوصول الى راياتهم..

لا اعلم ان كان هنالك من يحتضر غيري؟؟؟؟

ان كان هنالك من يحمل سوى رسالتي؟؟؟؟؟؟

تشبثت بالتراب المنقوع بالظما..

بالعشب الميت بصمت..

استغثت بنهر جف، وبنجمات تودع السأم..

وانا انتظر القادمين وعلى لساني اخر الكلمات التي تأبى ان تجف.

 

عرس الخليفة

ملمس يديه اشبه بحراشف الزواحف.

حبست لهاثي واكتحلت عيناي بقطرات من ندى لم يستطع رؤيتها وهو منشغل بإفرازات ذكورته.

في الامس القريب قد تمت البيعة له، وعلي ان ابتهج بهجة البيداء ببعض حنو الغيوم عليها.

الح بسؤاله:

- كيف تشعرين الآن يا سيدة المكان والزمان؟؟؟؟؟

نهضت الحروف على ضفاف الروح مائة مرة ثم تناثرت دون معجم يتعرف اليها..

التلفاز يهذي وكذلك هاتف يرن قربه..

وشهوته تنثر زبدها على سواحل مترعة بخثرة دم تتعاظم كجبل عاري الصخور.

- كم من نساء استبدلن جلودهن هنا؟؟؟؟

كان صوتي نزقا، مشبعا بالسخرية في حضرته.

فتح فمه بين اندهاش وصرخة تود الوثوب على صمتي كوحش ضار..ارتجفت شفته السفلى، وهلع يسرح في ازل بين عيني وعينيه:

- اهي الحراشف التي تغطي جلدك ايتها المرأة؟

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2221   الاربعاء  19/ 09 / 2012)

في نصوص اليوم