نصوص أدبية

اللهبُ والعجبُ / الحبيب ارزيق

والعناكبُ تشهدُ أن للأوجاع تاريخٌ.. وللزوايا معانٍ لا يُدركها أهلُ الحساب .. ثمة قعدتُ مرة على التُّراب.. ينحني الظلُّ على تُربة مرشُوشة بمائها.. وما سكرتُ.. أخذتني دوخةُ المكان..

أأحكيكِ

أم أبكيكِ

أم أرشقُ الطيور..؟

***

تركتُكِ عشقا في مُدونة الهجر،

مُترجما بخُطوط/ طلاسم/ِ العرافة،

تشهدُ البنانُ،  تُشيرُ البنانُ إلى هناك :"في الدَّاخل يكمُنُ المُرُّ، المرُّ المُرتعشُ بسرِّ الآهات"

أيصيحُ البحرُ / البئرُ المغمورةُ بالتنهدات، من غيْر مَا رحيقٍ أطفأنا جمْرةَ العَطش، بأحشائها اللهبُ والعجبُ، صَببْنا ماءً على نارِ الهَجير فاسْتيقظ النهارُ فينا كائنا يمشي، أيستقيمُ بك المشيُ ..  يا صاح .. قفا نحكي عن غُصَّة، تكشَّفت في حلق الغسق، بخُيوطٍ فاتنة، وسِحْرٍ ينفلتُ كذهبِ الشُّعاعٍ، في العشيِّ يكونُ أعمى كما سماءُ البارحة ملبدةٌ بغيمتين واحدةٌ لي، أعشقُها لي، لي فيها سرورٌ وحُبور وسِفرٌ تليد، خُطَّتْ حروفُه على أديم الرمل، مُطهَّمٌ بأسرار الهُطول، هل أنت من كنتَ تبكي  ودمعُك كما الأنهارُ السَّيالةٌ؟؟ أم أنا من خلوتُ  بكِ وحدي_ في رُكن_ خلسةً _إني كُنتُ أبكي_ حقا_ ولا أشكو حالي لآدمي كما الشُّعراء قالوا إن الغيم  لهم، ولا أتغنى_ أنا_ بلسان مليح يُشفي الأضرار..

والذي يأتي

مرايا مشقوفةٌ بِبَللِ

على الزُّقاق

تتمرَّى كأنثى فراشةٍ

تستيقظُ  في ذراعي

لحافٌ ووسادة

أمشي

فيتبعُني ظلي

أرنو جانبا

فينكسرُ شفقُ الغُروب

مُنحنياً

و صلواتُ الشُّرود

تنحدِرُ

كما بناتُ الليل

سجودا للانكسارات

تلوي اللقالقُ أعناقها

***

تركتُ خالتي

تكتبُ تعليقا

عن العمى الأزرق

ووجدتُ الخشب

مُزوقا بكل الألوان

وسمعتُ أنَّك هُنا،

بكل اللغات

***

كنتُ

أنتظركِ هُنا

مثقالَ خُرافة

تتماهى_ سِرًّا_ بوُدِّ المكان

وأنا حيرانٌ

أجْري

مُترعا

بتجاويف المغارات

أيخفقُ القلبُ بسر المتاهات _حقًّا؟؟_

إن للون عجائبُ!!

***

أنتظركِ

بحجم ليمونتين

لذَّة للناظرين

لذَّة أنهار

كما سرابيلُ حنَّاءٍ مُلتوية

جفَّتْ براحة الكف

ورائحةُ الأمزجة،

والمطرُ

والعَرقُ

والأجنحةُ

وعينُ الطير

والجوازُ الأخضرُ

والغرقُ

والبابورُ* الذي يغطسُ في الماء

والعنقُ المرمريُّ

واللقالقُ طوَّقتْ بُرجَ "مُوكا"

تستنجدُ بلذَّة الغُروب

***

لاصقتُ جسدا بكِ

حَماني بُرجُ الطُّوب

***

ولمَّا ولَّيْتُ

وجْهي صوْب الشُّروق

وجدتُك عارَّية مثلُ الشّمس

كحجم بُرتقالة

وجدتُكِ حطبا

سائغا لشهْوتي

وجدتُكِ

جسدا مهْروقا

بلسْع الشُّوك

نخلةً

سافرةً

تطفحُ بماء العين

تنقع ماء المطر

وأسقي _لتوي _

فمي

من سقف المطر

ندى

أبحرُ في ملكوت الالتواء

أخبأُ عُيوني في جُحور الحيطان

أعثرُ على ريش

وتُراب

وخيبة أمل

أعثر على

فاكهة يابسة

وأصدحُ مع الفجر

كما ملحُ البحر_

أسْري

بين قش الليل

وأعشاش العصافير_

ولي أمواجٌ

والريحُ تُغني

في أذني

خُرافة الزَّمان.

 

........

*السفينة العظيمة بالعامية

ارفود في 10_09_2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2224   الاثنين  24/ 09 / 2012)

في نصوص اليوم