نصوص أدبية

غدا... / بان ضياء حبيب الخيالي

لا عاصم اليوم من سطوة الجوع

ورغيفي مفتت شارات عبور

للضفة المشمسة

غدا

أفيق من حلم متوهج أصابني

فأواصل نومتي الهنية

غدا

انزل لمتسولة عن تاج حصافتي

وأملئ  كؤوس الذاهلين

سذاجتي المعتقة

غدا

أنظف خزانتي من عوالقها

ارمي بقايا العطر ومناديل السحاب

واغزل لجيدي عقدا من ياسمين

غدا

ابتكر لكحلي لونا آخر

أكسر أنامل مشطي وضفائري للريح

اتركها....

غدا

أحطم جدران رئتي

واهدي صممي رصاصة الرحمة

غدا

أسمع الصرخة الأولى لقلبي المشلول

سأركض برية كجدول ضياء

لن يخدش رهافتي حصى الطريق

ولن يدغدغ قلبي

إلا ما استعصى على الرمال

غدا

أغلق عيون الجحيم خلفي

وأحتطب لمواقد النسيان أشجارك العقيمة

سأقلّب قلبي ذات اليمين وذات الشمال

أقلم أظافره

وابقي شمسك بعيدة عن مكمنه

سأخيط لكفني كمين

وحين أنزلني من الصليب

سيبرق الماء من عيني

من شفتي من بين يدي

وسيرسم الربيع في وجنتي زهره

غدا

أنقب كتب الجغرافيا عن قطرة وطن

يحبني بجنون   كما ....

يصوغ اسمي قلادة لجيده

يركض خلفي في الطرقات

يأكل من طبقي يشرب من قدحي

يراني في كل الوجوه

حين يبصر فجرا يهمس باسمي

وحين يرسم نخلة يبكي شوقا

على ذراعي

غدا

ارسم ورد المرجان على حيطان المدينه

وأهش ذرور الموت المتغنجة في الشوارع

سيمنحني النسيان أوسمة فخره

حين اهدي الحزن أشرطتي الوردية

وخصلة من ضفائري

غدا

أقطف من قصصي كلماتها الحائرة

واحصد من حقولها الوجوه المهزوزة

لن انتظر الفجر أبدا

سأشعل الشموع وأغرس سنابلي

وسيبكي اليأس غيضا

فشرفتي تضج بالضياء

غدا

لن أوصد أبواب الحكاية لصياح الديك

وسيعشقني شهرزاد

دون دموعي أو دمي

غدا

لن اشتاق للموتى

سأبتاع لي جلدا آخر وشبكية رائقة

وحين أهديك ما تبقى من بنصري

البس أشرعتي وأبحر

 

 خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012) 

في نصوص اليوم