نصوص أدبية

أصداءُ نبيذٍ بابلي / سامي العامري

 

 

تغنِّين ليْ

أو تذرِّنني ساجعهْ

فتطير الدموعُ مساءً

بأجنحةٍ أربعهْ

 

وحين تمدُّ النهايةُ لي صبوةً

عمقُها في السحابِ

سأعرفُ أنَّ الزمانَ حديثٌ

وأنَّ الحقائقَ أجمَعَها راجعهْ

 

وهذي الطيورُ

التي حول رأسيَ

مثلَ الكؤوسِ تدورُ

ستنْقرُ أفكاريَ اليائسهْ

 

وتدفُنُها في قرارةِ أوَّلِ وادٍ

كمملكةٍ دارسهْ

 

وغنَّيتِ ليْ عن طلولِ ممالكْ

بلحنٍ حزينٍ كمالِكْ !

***

 

وطنٌ كالمسمار يعلِّقُ أوهاماً

لا تلبثُ أن تتحرر

***

 

جاءني أنك اشتقتِ

للأمس حتى

علَتْ أغنياتُك ثغرَ الرياحِ

 

لهذا فأنبيكِ أنَّ

الذي ضاعَ

وافى صباحي

 

فلا تقلقي

سوف أرجعهُ بعد حينٍ إليكِ

ولكنني قبل هذا

سأسرقُ من وجنتَيهِ الأقاحي

 

...فهل تحسبين بأني سأتركهُ سالماً

والفراشاتُ حين تقبّلُ ورداً

تبارزُ من أجل ديمومةِ الحبِّ

والقُبُلاتُ أحَدُّ سلاحِ !؟

***

 

بلادي أجِلُّ مرابعَها

وأعلامَها من صميم دمي

 

بها انتبَذتْ شرقَها مريمٌ

كأنَّ بلادي خُطى مريمِ

***

 

تعالي فَكُلُّكِ طيفٌ ثَمِلْ

ولستُ ببغدادَ كي أحتملْ !

***

 

إنْ ترحليْ

فأنا الرحيلُ ولا مفاجأةٌ

وركْبي مَنزلي

أو تُقبلي

فالدربُ مائدةٌ أصفُّ كؤوسَها

وخُطاكِ كَرْمٌ بابليْ !

يا أيها القدحُ استفقْ

قد رحتَ ترقصُ نشوةً

فيما النبيذُ أُعِدَّ ليْ

أو أنتِ أيتها البُدورْ

فيمَ التوقُّفُ

لا الدوارُ

أتفعلُ الضِّدَّ الخمورْ ؟

أو أنتَ يا عُشبَ المدينةِ

قد ترافلتَ اخضلالاً

وانحنى الموجُ احتفاءً

واعترى عِوَجٌ مناقيرَ النسورْ !

كلُّ تمايسَ بهجةً

حتى ضلوعي رفرفتْ

أو هاجرتْ

أريتِ عُشَّاً في الفضاء الرَّحْبِ

تَتْبعُهُ الطيورْ ؟

 

برلين

أيلول - 2012

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)

في نصوص اليوم