نصوص أدبية

خريف العربي / محمد تقي جون

هم سرَّ صحو الفجر في ضرمٍ

يعلو، فتحترِقَ النهاراتُ

ستحينُ للطاغين آخرةٌ

وتقوم في الدنيا قياماتُ

ويفورُ حتى الماء منتفضاً

يغلي، فما تنفكُّ فوراتُ

وتحول..فالأنسامُ هاجرة

والهمسُ، مصطخباً، هتافاتُ

إنْ ثرتَ إستشريت مقتحماً

وتطولُ ثوراتٌ وثوراتُ

لكن أخافُ بأن تضاف على

الحرِّيَّةِ الكبرى إضافاتُ

ستسيرُ أم ستسيرُ فوقك

أقدام أثيماتٌ وراياتُ

وتقولُ أم ستقولُ عنك

بحيث لا تدري (أجِنداتُ)

يا أيها البطل المجرِّبُ لا

عصفتْ بشعلتكَ النهاياتُ!!

* * *

 

يا حاكماً شعباً ومفترساً

يقتاتُ من دمه ويقتاتُ

من عهد ابن العاص منكشفاً

عرفتكَ سَوءاتُ وعوراتٌ

كم ساد ملعونٌ ومنتبذٌ

وانقادَ تحت الأرض ساداتُ

ما زال نهرُ الموتِ منغمراً

ركضتْ بلجَّته اتجاهاتُ

كم كربلا سُفكتْ وما فتِئَتْ

سفكاً، ولا زالتْ زياداتُ

هيَّا أعد ترتيبَ خارطةٍ

تُبنى بها وتزولُ دولاتُ

لتضجّ كلَّ الصمتِ حولهم

فتزيدُ للتحرير ساحاتُ

* * *

لكنني والنزفُ محتدمُ

ستحار ُفيَّ عليك صرخاتُ

ماذا أقول وأين لي كلمٌ

سيعيدُ عيشاً في الألى ماتوا

ماذا يفيدُ الشعرُ أكتبه

الشعر إيحاءٌ وأصواتُ

وبتونسٍ سالت مسايله

ودمٌ بمصرَ غذته آهَاتُ

والناسُ أفنتها طرابلسٌ

ومشت على الشهداءِ مِصراةُ

واهٍ على يمنٍ به لردى

سوقٌ تجاذبها اتجاراتُ

والعربُ تدَّخرُ البطولة

للبحرين إذ تفنيهِ غاراتُ

درعُ الجزيرة والعروبة أم

ذكرى لأحقاد وثاراتُ

ودمشقُ في خطِّ الدما مشقتْ

وتلوح في الآفاق أمواتُ

فإذا بكى جرحٌ دماً صبباً

إن الجراحاتِ البشاراتُ

أو موتةً ستموتُ، كان لنا

نحنُ، العراقيين، موتاتُ

يوماً وصلنا الفجر منبلجين

وخلفنا تعدو النهاراتُ

فإذا العراق المزدهي خرِبٌ

وعليه ما قامت حضاراتُ

متحضِّرٌ واليوم محتضرٌ

تبكيه آهات وزفراتُ

هيهاتَ لا تلهيك هدهدةٌ

ليلحْ غدٌ ولتبدُ آياتُ

لكن أخافُ بأن تضاف على

الحرِّيَّةِ الكبرى إضافاتُ

ستسيرُ أم ستسير ُفوقك

أقدام أثيماتٌ وراياتُ

وتقولُ أم ستقولُ عنك

بحيث لا تدري أجنداتُ

يا أيها البطل المجرِّبُ لا

عصفتْ بشعلتكَ النهاياتُ!!

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)

في نصوص اليوم