نصوص أدبية
صديق مجنون / ماجد مطرود
أحياناً يعتقدُ أنّه جارٌ لي
أحياناً يعتقد أنّه شبيهٌ بي
وكثير من المراتِ يقولُ أنّه أخي
ذاتَ يومٍ ٍأخبرني .. أنّهُ يَحملُ رسالةً فيها الحرب كلّها
أمّي لم تعدْ تحبنّي .. هكذا أخبرني وأسترسل
سأسافرُ إلى بلجيكا
سأدرسُ الفلسفةَ، تاريخَ المنطقِ وفكرةَ النّشوءِ والدين
سأدركُ تاريخَ الّحجرِ والشّجر والطّير
سأكونُ قادراً على الّتحولِ ..
من الانسانِ الى الطّير
ومن الطّير الى الشّجر
ومن الشّجر الى الحجر
ومن الحجر الى الحجر
هكذا ظلَّ يهلوسُ .. حتّى أصابني دوّار
شعرتُ بغيبوبةٍ كأنّها ألف عام
حينَ صحوتُ لم أجدْهُ .. لم أرَهُ بعدها أبداً
بعدُ عشرِ سنواتٍ صدفةٌ حلّتْ عليّ
وصلتُ أنا وبعضُ أحلامي الى بلجيكا
لا أريد تفسيرَ هذا بذاك
أنَّما بدأتُ فعلاً أبحث عن منطق الطّير!!
راح يشغلُني منطقَ الحجر
تعلّق رأسي كلّهُ برمحِ الفلسفة
وأبتلعتْ روحي مسافاتِ السماء ..
وفكرةَ النشوءِ والدين
مرةً دققتُ كثيراً بأعضائي
رأيتها لا تشبهني
ومرةً رأيتُ جاراً لي بلجيكيّ الدم، يُشبه صاحبي ذاك
المجنون الذي أصابني بدوّار
يُشبه جاري هذا حدّ التطابق
أقسمُ لو نطق بحرفٍ عربيّ واحدٍ
لتيقنت أنّه هو .. ذلك الذي أصابني بدوّار
بدأت أخاف أعضائي
مرعوبٌ من شبيهٍ يطابقني
أخشى أن تصلني تلك الرسالة المعودة
رسالة الحربِ أعني
أخشى أن تكرهني أمّي
أخشى أن يسقط شبيهي من فمي
أخشى أن يسيل أخي من مؤخرتي
أخشى أن يخرج جارٌ غريب من غرفة نومي
أخشى أن يخبرني أحد لا أعرفهُ
أنّنا واحد
أخشى أنْ يعلنَ وطني
أنّنا علامات للخراب
ضائعون
قلقون
مرتبكون.
بلجيكا
خاص بالمثقف
.................................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)