نصوص أدبية

إنها الأم.. صاحبة الجلالة / بنعيسى احسينات

داخل مؤسسة الزواج، تلك الأمومة المتسمة بالحب والحنان والعدل وكذا التضحية والتفاني، تلك الأمهات اللواتي جعل الله الجنة تحت أقدامهن.. نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة.


لما لا تسعفني الكلمات؟؟

لما لا تطاوعني العبارات؟؟

للحديث عن سيدة السيدات..

عن إنسانة مانحة للحياة..

لبني آدم من بنين وبنات..

لأنها فوق الكلمات وفوق العبارات..

تسكن الجسد والروح بالعطاءات..

هي منبع الحياة واستمرار نبضها..

سر الدنيا والآخرة يجري تحت أقدامها.

 

لما تخونني الكلمات؟؟

لما تجافيني العبارات؟؟

عن الاعتراف بجم عطائها..

لمن جنة الخلد تحت أقدامها..

تغيب الشمس نهارا ويفل القمر ليلا..

وكوكبها لا يعرف أبدا غيابا ولا أفولا.

صدرها يتسع أبدا لاحتضاننا..

قلبها الكبير دوما يحمينا..

يلفنا برقة  الحب المكين..

يفيض بالحنان المبين..

يضمنا بالرعاية..

يخصنا بالعناية..

نبغي رضاها بالإيجاب..

في الحضور وفي الغياب..

لا ينبض معينها من العطاء..

نطوق لدعواتها في السراء والضراء.

 

رضاها معبر إلى جنة الجنان..

معبد بالطاعة الواجبة والإحسان..

قلبها ينشد للحب أعذب الألحان..

كبدها يعزف أرق أنغام الحنان..

هي الرجاء في اليأس..

هي الفرحة في الأحزان..

هي القوة في الضعف..

هي البسمة في بكاء الفتيان..

تعطي دوما ولا تأخذ بالمرة..

تمنح  الحب والحنان أبدا بأريحية..

تظلم نفسها وتنسى حقها وحقوقها..

لتنصف عند الحاجة أولادها..

هي الأمان والأمن والسلام..

هي الاطمئنان والراحة والوئام.

 

فمهما كبر شأن الإنسان والأقوام..

فالأم تبقى أكبرهم جميعا على الدوام..

بدونها تتلاشى قيم العالم المقدام ..

فبالأمهات تقوم الأوطان..

بدونها لم يكن للحياة مكان..

ستبقى إنسانة عظيمة..

تحمل معاني جميلة..

تمنح الحياة للوجود..

تحقق الاستمرار للحياة بلا حدود..

ستبقى أعظم إنسانة في الخلود..

تزخر بالحب وحنان الأمومة..

تصنع الأجيال بروح النعومة..

بدونها لا تقوم قيامة للحياة..

تعمر الأرض بنين وبنات..

تلهم الأبناء والبنات سر النجاح..

وتذكي عزائمهم للصلاح وللفلاح.

 

فعقول البشر لو اجتمعت بالمرة..

لا تساوي عاطفة أم واحدة..

كفاها فخرا بحق وبجدارة..

أنها تحمل وسام تاج الأمومة..

أنها أعظم هبة من الله للمرأة..

أنها مدرسة لتربية الناشئة..

أنها أم الرسل والأنبياء..

أنها أم قادة الأمم والزعماء..

أنها أم المفكرين والعلماء..

أنها أم الفنانين والعظماء..

فالجنة الموعودة تحت أقدامها..

والأنس والأمان  يحيطنا  بحضورها..

والألم والفراغ القاتل يزورنا في غيابها..

فمهما فكرنا ومهما عبرنا..

ومهما أطعنا ومهما أحسننا..

لم نف للأم حقها..

لم نقدر حق قدرها..

لم نرق إلى إنصافها..

إنها الحب..

إنها الحنان..

إنها الوجود..

إنها الحياة بالمجان..

إنها الأم صاحبة الجلالة  بمقدارها..

يكفيها الجنة تحت أقدامها..

غنية عن التعريف والبيان..

تحتاج إلى الاعتراف والإحسان..

من ذريتها الأبرار من بني الإنسان.

ندعو لها بالرحمة من عند الله المنان.

 

المغرب

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2229   السبت  29/ 09 / 2012)

في نصوص اليوم