نصوص أدبية

العقدة / فرج ياسين

وقبل ذلك بسنين صار مصدر قلق وحيرة لأبناء العشيرة؛ إذ مذ كان في  سن السابعة تأكد للجميع؛ أنه يعاني عوقا ً خَلقيا ًفي إحدى ساقيه، وانحرافا في أنفه، واستطالة في رأسه، وتعطلا وتأتأة ً في نطقه، وسماجة وحمقا في سلوكه؛ لكن مشيخة العشيرة لا يجوز أبدا أن تخرج من بيت جيّاس البريطي العريق، لذلك اجتمع وجهاء العشيرة وأعيانها واتخذوا قرارا عجيبا وهو: أن يأخذوا الفتى إلى عرّاف بدوي مشهور بفطنته وبراعته، بصّرهم بما يتعيّن عليهم فعله. وحين عادوا إلى ديارهم، سقوه شربة ذهبت بنطقه، فلم يعد قادراً على الكلام، ثم انصرفوا إلى تدريبه على ارتداء الملابس وكيفيّة الجلوس، وفن الإصغاء والإشارة والحركة.

فدام عزّ العشيرة وحلّت عقدتها .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2232   الثلاثاء  2/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم