نصوص أدبية
أقمار بلا سماءٍ/ حميد الحريــزي
تكاثفت غيوم
حزني
كأسراب غربان سوداء
تغلق نوافذ روحي
تنعق ، تنعق، تنعق
تدور كدوامة حرائق الغابات
تغلقُ الِدروبَ
تحجب شمس الصباح
عن الزهور
توارى الدوري
في أقفاص سوق الدم قراطية
أمطرت الدموع ،بارودا
ملتهبا
زفراتي مزقت قمصاني، فرقصت سعالي
القبور الموحشة
لم أقوَ بعد على
الكلام
توارت نجوم الروح في بحار
مظلمة
شوارعاً بلا مصابيح
أطفالاً بلا أحذية
نساءاً لا تعرف الزينة
بيوتاً ، نوافذها
السقوف
قدورٌ تطبخ الأوهام، صفر الوجوه
عيونهم بلا بريق
لا يجيدون غير النحيب
توارثوا الفقر منذ عصور
وعصور
الدنيا تدورُ ، وحالهم لا يدورُ
يبنون يعمرون
يصنعون يزرعون
يحضرون الكراسي لمن
يحكمون
وليس لهم
حضور الا عبيداً في
القصورِ
لدوام بؤسهم يقدمون الأضاحي
يئدون أحلامهم
خصيان
يخــــــتـــــــنون النساء
يجهزون القصورَ بالبغايا
والإماء
يلطمون الصدورَ
ينذرون النذورَ
يرتدون الأكفانَ
يشجون الرؤوسَ
يستكينون كالنعاجِ، يحلمون بالجنانِ
يندبون القبور
يتأملون ساعة النشور
يتأملون الفرج يوم
الظهور!!!!!
فما كان لك ان ترحل
أيها (الهادي)
العليم
ترملت مشاعيتك
نأى صوتك ، مترفعا على القطيع
ونام حرفك في
الرقيم
أيها (الهادي) الحكيم
هل عشت مشاعيتك في عالمك الجديد؟؟؟
اللا مساواة واضحة على القبور
قبب تعانق
السماء
وحجيرات مهدمة غمرها
التراب
مساواة في الأكفان واللحود
سيفسدون مشاعيتك
السفلى
يدفنون موتاهم بتراب من
ذهب
و اكفان موتاهم من حرير
حبيبي
الا ترى انك الخاسر
الوحيد؟؟؟
أيها النجم (الهادي)
تعامى عنك من أنرت لهم
الطريق
رجـموك بحجارةٍ من جحودٍ
وأوقدوا بمشاعتك
الحريق
سلام على جمعكم أيها الرفاق
أقمار عدل ٍ
وسلام وزهور
أخَ الغفاري
هل ستعلنونها ثورة يوم
الحساب؟؟
هل ستطالبون بقرطاس
و
مكتبة
و
كتاب؟؟
هل ترفضون دخول الجنان
ان
لم
تتساوَ فيها القصور؟؟؟
هل سترفضون تعدد
الحواري؟؟؟
هل ستحررون الغلمان
و
الجواري؟؟؟
هل ستعلنونها ثورة
في
الأرض
وثورة
في السماء؟؟؟؟
فإلى إي عالم سترحلون
بعد هذا النفي وهذا
العناء؟؟؟
أما نحن
فما عدنا نجيد سوى
النحيب
والثغاء
أدمنا العبودية، هَجرتنا الجرأة
وطَلَّقـــــــــــــــــــــنا
الوفاء
ثوريتنا زيف و انبطاح
وتقوانا محض كذب
ورياء
*
..................
ايلول 2012
2-9-1998 في هذا التاريخ غادرت روح العلوي جسده لتسكن عالم الخلود....
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2234 الخميس 04 / 10 / 2012)
