نصوص أدبية

تعال: نطرح اشواقنا على المارة / سمر محفوض

 

لسماء تحبو في حطامنا

سريعا يمر الوقت

ولحنين يحصى اليباس شبرا، شبرا

بصمت.. يُهدرنا الخراب

لاندهاش طارئ يصيبنا البحر

بعدوى النوارس

لترويض الروح يثير نبات الأسئلة

غيابا قاسيا ويزدحم بمعجزة تلقائية

قبل أن يذهب للنوم

فنم.. لا شيء يثير نخوة الصبر بوداع أخير،

نم ..لا تسرف في الانتظار

الأنبياء الطيبون أصغوا جيدا إلى الريح

ارتقوا سلم الوقت إلى الله

سرحوا النبوءات من بياناتها

ثم ماتوا طويلا هناك

 

الغيم كان

يحمل الشمس إلى خصر يليق بدالية، أو بشاعر يعنقد الحروف

و يقطر نبيذ العشب والهواء

قبل أن يشير بأن لا تصدقوا حرفا

هذا الرحيق مغشوش

والرسل الواقفون على بابل اللهب

والمرارات والأقدار..مزيفون أيضا

هل تحسب أن القواميس تصعد إلى فوق

إلى أعلى من صدفة ومن حيرة تنظم هدوءاً قصيرا

للثرثرة والتفاصيل..نم في قلقي المزدهر قليلا

هذه القصيدة تشبهك

بما يكفي دبق اللغة

للنشيج على كتف نبوءة مخاتلة

ويشجع الغزالة كي تنزل إلى بلاغة الماء

بآخر النرجس ..

نم في عطشي رضيعا يضطر الندى لكسر فطام الينابيع

المدركة فداحة المسافة بيننا

نم قليلا أو انسج نبوءة منطقية...لفرج شحيح

مشغولة أنا بنومك بقضايا بسيطة بترتيب

 

أوقات عشاق متأصلين بالتأرجح فوق مركب رامبو السكران

أو بتمهيد مقعد وثير لطّيف جان دمو يقضي ليلته عليه في موقف للحافلات بإحدى شوارع بغداد الرئيسة على شكل نبي بلا رسالة تقنع الأغبياء بالتحاف السماء

بسكارى مشردين في حانات دمشق آخر الفجر..

بضحكة معربدة أطلقتها ..نافذة أخيرة في بيروت قبل قيامة الشذا

بنطفة في هندباء صوتك تخصب نصا يولد من رحم هذياني

بشوق غامض وبرموز وإشارات لم تطلق أصلا في هذه المجرة المرمية على غفلة، بين إبهامك والسبابة كحلمة تقطر حليب الضوء.

على زهرة الروح وتشرق بالمعاني

بصفو يكشف عن زرقة عصيبة لمناخ ملتبس

مشغولة أنا بك عنك

بذلك التوازن الخانق للوز وللزهر الأبيض

بقلبك..ارتب له سرير الماء

لما تبقى من أحيانه الأخرى

أرمم أعماقه الصغيرة

العارية ..

مشغولة بجناح فراشة

لا يقبض بفضائه على شيء

بالماء الذي يفقد باستمرار، دفتر مذكراته

بأغراض

الأنثى الغزيرة تتسلق شهوة الروح للطيران

على متن حجر مسكون بالانصياع والنظريات .

مشغولة

بالقطارات المتأصلة بالصفير، بمحاصيل ضياع يفوق الرصد

بالكلمة تمارس انتقالا مبيتا

وتسترد أناويتها أو تفكك أشكالها

كي نزاول فراقا مؤجلا، لعورة تاريخية..أخرى

مشغولة بتشييع الظنون

إلى مذيع يتلو الاتهامات المبيتة ويدندن بأغنية لفيروز على الهواء

(بيني وبينك يا هل الليل)

هل تصدق..؟ أن سكينا في الروح يمكن أن تحمي

صهيل الغبطة أو ترتق ثقب الحلم بسلة أقمار

شوق ليس كما الحزن قسمة عادلة .

بيننا..وبيننا ما بيننا..؟؟! عرش شاغر وأسرار ترشح..

من جسدي الذي ترجل مني

وفاض على حافة أصابعك ..هل يربك اللحن اسمه؟

أم يحتمي

بظل..يتمهل بمضغ غصن، يدرس مؤلفات السوس بجذعه

بحرب تترمل في التجليات العظيمة.. للضجيج

بقتلى لا ينجون من هجوم حضاري متقن التهذيب

بغد اصغر من طريق متهم بالسعي

إلى السراب ..بالسراب

ينضج من ذاته الشاحبة

بحتم ميت لجزء يمارس انتقالا حتميا

نحو الكل الحي فينا..كنشوة مدبرة

وأنا بتجاعيد صغيرة أقع على ورقة ساخنة

الفجيعة أتكور على قياس دورتها.

لأدعي نسيانا ليس أكيدا

اختلس عزلته إغراقا بالعزلة

تقول العاشقات العائدات

من سفر القطيعة لم تَعِد الأقدار بشيء

فلا تنتظروا لا جدوى من تتبيل ورق الأسئلة

بالدهشة ..

مفجوع هذا الفضاء بنا

وبالرسل والألوان

ثمة شكل لايذوب في اللون ..

فلمن ترسم تلك الشفاه ملحاً واشتعالا

وألحان- نوى أو نهاوند ورصد وبيات أو صبا-

محققة خسارات فاجعة المعنى

و تستعد أنت لتخلي خمس جهات روحك للصدى

تقول العاشقات العائدات من رابعة الزوال

لسنا في الضد النهائي

ولسنا في الزمن الموحى

نحن في الحنين

الشوق ليس تدفق الشعراء

يكتبون قصائد متخيلة

عن امتلاء اللحظة بالجنون

ليس خبزا أو نشيدا ورغبة تترعرع في الأنفاس

ولا ليل يتقهقر حزنه في إشاعة كاذبة

يعيشها في التذكر والاستظهار..

هو عزف كمان يرسم على حائط اللحن

وتر مفارقة بضربة ذعر استدل على نبوءته

الحب يولد من الآن على شكل

حنان يمتص خيبتنا ثم يعيد إنتاجها على شكل توق يشبهنا

في نبوءة نبي بسيط

هو خوفي الذي يمهدني

لسهرك المفرد ثم يورق في خروج الفعل من روحي

إلى قوس الوردة والدم

ياسمين يأخذه الظاهر فيتحد بجرح أضيق من نزفه

فضاء يتغذى بالزقزقات

هو الشعر ممسوسا كشَعر

على كتف سيدة الفجر يتأكد في الانسياب والتأرجح

فيحض على الأمومة

هو شجرة على الرصيف تتبضع

قرابة منسية لصوت يركض حافيا خلف ثمارها

سطرا ينفض عن ضلوع الميناء موجا يصدأ من قلة الغيرة

خرافات مأهولة بشرود لائق

وتأمل عااااااااال

على هيئة عناوين مشتهاة.. نبوءات ..أصدق، أقرب

روائح تترجم مواعيدها..

..هو مصادفة عميقة طوفان ما بعد الماء

صوب الينابيع، في تصحيح لما ارتكب الأنبياء والعصاة

في الأرض..و الأرض ..أنثى تترسخ فكيف تنجو

الأغنيات من السليقة والحنين

نم قليلا.. في قلقي ..نم تلبية لنداء فصولك الأربعة ..

رويدا ..رويدا.. نم لا رمل ولا غيم

يحصي تداخل المفردات بمطر يوالي الانصياع

قبل أن يفض بعصيان ينتمي إلى المارة

كلنا نمضي ويبقى العطش و الوقت الرسول، يخبز بيانه للقادمين بالتوق الرجراج ..هذا الخوف سيد الموقف يخافون من الحلم ونخاف من الأوهام؟؟

ها نحن ننهارُ.. ننهار..

لنخرجَ من الطرف الآخر وقد اكتملَ فينا شيءٌ ما.

... وأضاء

لنداء الدفء تتفسح أحلاما شاهقة الطفولة

للوردة الاصطناعية عذاب مستحيل

ولسوء الطالع أن يضل طريقه إلى قوس قزح

لسحابة تتشرد عن ظهر قلب الخريف بياض اللحظة.

ثمة أشياء لا يتسع النص لتدوينها في الأسماء المستعارة

فنم

لأتعلم

كيف أخبز الصدى رغيفا لخطوتك وكيف

أربي عطشي قريبا من النبيذ..ك

وكيف انشغل بك عنك...

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2238   الاثنين   8/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم