نصوص أدبية

تأملات وانثيالات / سامي العامري

يبقى ألمُهُ فناراً يرشد قناعتك إلى مرافىء الذل لا إلى مرافىء النبالة لتشعرَ بالذنب، فصحيحٌ أن اللبلابَ يتسلَّق كالأفاعي ولكنْ صحيحٌ أيضاً أنه لا ينفث السم بل يُشِيع البهجةَ في ما حوله .

***

 

لطيفٌ هو تحليقك حول جرحي أيتها الفراشة فأنت الوحيدةُ التي رأيتِ أنوارَهُ

***

 

البعضُ يظنُّ أنه بالغنى سيصل إلى كل ما يرغب به لهذا فهو أبحرَ نحو غاياتهِ بشراعٍ من ذهب !

***

 

أيها العمودُ المنتصبُ أمام داري والذي أقابله كلَّما خرجتُ الجميعُ يراك واقفاَ إلا أنا ، تعالَ ولنكملِ السيرَ في الحدائق يداً بيد وضوءاً بضوء

***

 

أيتها الذاهبةُ بعيداً في الوهم لو كنتِ فعلاً تعشقين إنساناً ما بإخلاصٍ لأثمرَ قلبُكِ نخيلاً وأعناباً بل وأثمرتْ كلُّ فساتينك

***

 

يا ربُّ هل أستطيع تعويضه ؟ أنقذَني مرةً وشاءت الصدفةُ أن ألتقيهُ

أقول هذا لأني واثق بحدسي أنه بحاجة إليَّ هذا اليومَ ولكنه خجولٌ خجولٌ خجول ورغم هذا سأشجعه على البوح فأقول له : قلْ لأخيك ، ولا تخفْ ، ما الذي تتمناه مني وسأحمل لك أولاً سلة حقولٍ كعربونِِ مصارحة

 

***

 

سألَتْني بدهشةٍ وإعجاب : أحقاً أنت تعشق ظلَّ الشجرة قبل الشجرة نفسِها ؟ أجبتها : نعم بل أنا لم أعشقِ الشجرةَ لولا أنْ توسَّطَ لها ظلُّها عند قلبي !

***

 

ثلاثة رجالٍ على سُلَّم عالٍ يتمايلون كلٌّ يعتبر نفسه مسؤولاً وكلٌّ يضع في حسابه أنه يحقق شيئاً إلا الطفلَ الذي ركلَ الكُرة فسقطتْ في الحوض فهو تميَّزَ بأنْ وضعَ المسؤولية على عاتق الكُرةِِ وحين أعادها له كلبُهُ ركلَها بقوةٍ أشدَّ كمَن يعنِّفُها فاستقرتْ في حضني فنبحَ الكلبُ عليَّ ونبحتُ عليه !

***

 

مِن الظلم أن تقتني الأحجارَ الكريمة نفوسٌ غيرُ كريمة وإذا اهتزت قلائدُها على صدور البعضِ فهي لا تتراقص جَذَلاً وإنما محاوَلةً منها للإنفكاك والعودةِ إلى مناجمها أو إلى قيعان البحار ...

***

 

كم أحببتُ رقتَها فبعد أن ترجمتُ لهم بعضَ سيرتها فلم يصدِّقوها

مدَّتْ لي قدحَ لبنٍ مِن بين الجموع ثم قالت وهي تبسم : هذا هو نصيبُنا اليوم لنشربْ نخبَ القلوب البيضاء !

***

 

الفجرُ فجورٌ عند الكثيرين ولكن أين رهافتهم ليشعروا بهذا ما داموا يعتقدون أن الفجورَ هو فقط عدمُ الإيمان بإلهٍ ؟ ها أنا لا أؤمن بما يؤمنون وها هو فجري انفجارُ الينابيع بالفرح الدامع ومواكب الطيور

***

 

مِن الرجال مَن تطمح رجولتُه للتفوق لهذا فهو قاسٍ وشرسٌ بطبعهِ ولكنه يخفي هاتين الصفتين في مراحل الحب الأولى بحكم حاجته للمرأة أو إن هذا الطبع يتهذب لديه حتى إذا استتبَّ له الأمرُ كشفَ عن ماضيه السحيق شعورياً ولا شعورياً ولكنَّ المرأةَ النابهةَ المُحِبّةَ وحدَها مَن تجيد ترويضهُ بجعلِ حبهِ لها في إناءٍ قَلِقٍ لفترةٍ قد تطول ولا تحسبُ أخطاءه شخصيةً بل إن الكثير من الرجال مَن يتمنى الخلاصَ منها ... وهذه ثغرةٌ في الوجود الإنساني يبدو أنها لا يمكن أن تُسَدَّ

غير أنه يمكن إضاءتُها

***

 

التغنُّج ليس أنوثة كما يطيب للبعض تخيُّله وهو في أوج رغبتهِ والأنوثةُ ليست الجسدَ المتخايل والصوتَ الناعم الدافىء بل هي ما تحرِّرهُ تلك الصفاتُ من نبلٍ غير محسوس وما يحرِّره ذلك النبل من شوق وأسئلة لذا فالأنوثة بهذا المعنى هي ابتكارٌ دائم.

***

 

كنا نسيرُ، تارةً نمشي معاً وتارةً أرفع أذيالَ غنائها المترقرق خلفها وتارةً أفتحُ بواباتٍ لخُطى خصلاتها قالت أنها تتفقد طائراً ما أنا حسبتُه هدهداً تعلَّقَ برياحٍ بعيدة متشابكة الأنساغ، متصالبةِ النيّات.

فاتهمتْني بالمغالاة ولكني مَهما غاليتُ أبقى متواضعاً في وصف تلك النشوةِ ونحن نصلُ مرسىً قبَّلنا فيه بعضنا فيما مناقيرُ النوارس تتكُّ فوقنا ولا ندري مَن يقلِّدُ مَن !

***

 

أيتها الحلزونة المتكوِّرةُ على نفسها .. لِمَ التكور والإنغلاق ؟

هل هذا الإنغلاق خشية مني؟ إفصحي عن نفسك، إكشفي عن كونيتك ولا تخشي المتطفلين أمثالي!

 

برلين

أيلول - 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2239   الثلاثاء   9/ 10 / 2012) 

في نصوص اليوم