نصوص أدبية

أمنيات ظامئ / مسلم السرداح

يلقي بي خارج تخوم القبيلة

يسكنني في صحو الصحراء

يغسل أدراني بمياه العمر

يرتديني ساعات الصبح

يصيرني غزالا دافقا بالروح

ينصّبني أميرا داخل احلامي

يعيد البسمة لشفاهي الظامئة

وينادي بأسماء الأشياء

 

من لي بسيف هندي

يلمع في وجه غزاة الزهو

يخترق العابرين وجها وجها

يقطع الموت الطاعن في السن

 

من لي بأميرة حنونة

خالية القلب امرأة صغيرة

لاتستبدلني بلغو العالم

تغرقني في بحر عينيها

تخرجني ابيض اليدين

مبللا بالمطر

لأجوب عالما مليئا بالسكينة

 

من لانهار قلبي الجافة

يفتح سدودها الشمالية

يفيضها ماءا

يملاها زوارقا وأسماكا ذهبية

وفرحا غامرا وقهقهات

 

من لبساتيني الذاوية

يمنحها الندى

تحلق فيها حمائم الحرية

تثمر برتقالا وليمونا

ونخيلا باسقات

تزورها اميرات المدن اللاطبقية

يمتطين خيولا شقرا

يدفئن قلبي اللابد تحت البرد

 

من لمراجيح عيدي

تضج صياحا وفرحا

يثير سماواتي الصامتة

يأتيها الأولاد للعب

بدراجاتهم الملونة

وقلوبهم الخالية

ومعهم أخواتهم الآنسات

صافيات الافئدة

 

من لي بمدينة قديمة

من طين وقصب

بريئة الرغبات

يطفيء نيرانها المشتعلة

يستنهض الساكتين من أهلي

الذين أوحشتني غربتهم

 

من لصحراء وطني

ينزع عنها ثيابها البالية

ويزرعها نخيلا وبلوطا

ويجمع جبالها مع سهولها

ويوحّد منها القلوب

التي مزقتها الضغينة

 

ثم من يجمع لي قلوب إخوتي

رعاة الجبال

ورعاة الهور

تتعانق شياههم ودوابهم

ويأخذهم فرح العشب وأمنيات القصب

يشتركون بأغاني الوادي والسهل

 

من لي بكل ذلك

من لي به

يزيدني عافية

وامتليء شوقا وحبورا بالحياة

فاتبختر منتصرا

مثل فقراء العهد الجمهوري

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2240   الاربعاء   10/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم