نصوص أدبية

الراحل / ماجدة غضبان المشلب

 

الراحل

شيء غريب في يدها لم استطع تبينه..كصورة او بطاقة قديمة.

انتكس رأسها بعد ان كان مهيبا وهو يرتفع بالصورة كراية نصر.

هز الرجل رأسه بالنفي..و ابتعد..

تابعتها ببصري وهي تتجول في السوق.

الجميع يهزون رؤوسهم بالنفي ويحاولون تفاديها

غير ان هذا لم يمنعها من الاستمرار والتجوال ثانية على باعة الخضار.

- الن تتوقفي ايتها المرأة

قال الشرطي وهو يقودها نحو سيارة قد الفتها..ورجال شرطة الفوا صمتها رغم سخريتهم منها.

 

35....

لم يظن ان الامر سيزداد سوءا، وان الالوان ستزداد قتامة.

- اللوحة جميلة يا بني قبل 35 عاما.

- اعلم يا ابي..لكنك كل يوم ترسم فوقها لوحات جديدة..لم لا تختار قماش جديد؟

- اني احاول اتمامها.

- الم يكفي عمري كله لتتم؟، قالت امي انك مذ كنت في المهد و انت ترسم ذات اللوحة.

- بني هناك عمر لا يكفي لرسم لوحة وهناك لوحات لا تكتفي بعمر كي ترسمه.

تململ الشاب في جلسته..وانحدرت الشمس نحو غروب..

لم يعد بامكانه رؤية اباه ولا ما آلت اليه لوحته غير ان هذا لم يمنع العجوز من مزج الالوان مبتهجا وكأنه يفعل ذلك للمرة الاولى.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2242   الجمعة   12/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم