نصوص أدبية

ومضاتٌ شعريّة ليستْ ناعمة الملمس / جواد كاظم غلوم

وضاع في متاهات التخبّط

وهام في صحارى الكفر

وغرق في مستنقع الحيرة

حتى اهتدى لحبل الصواب

...................

 

ما أشدَّ وحشةَ السماءِ حين تسْوَدُّ باليأس

وما أبهاها حين تترصعُ بالأمل

وتصغي إليك بقلبها وعقلِها

فما أبعدَك أيتها السماء

وما أقرب سمعَك

..................

 

كلما أفسدوا قلَماً

قلتُ : كفِّي على ورَقي

..................

 

كم هي غاليةٌ تلك المُنى البعيدة المنال

لكنّ التمنّي ماأبخسَه ، ولو كان قريبا منّا

...................

 

ما أشدَّ قشورَ الطِباعِ فينا

وما أرقَّ قشورَ التطبّعِ...

نسلخُها متى شئنا كأرديةٍ  بالية

....................

 

كلما كان ليلي كالِحاً كسبّورةٍ سوداء

خدشتُهُ بعود  طبشور

فأضاء ومضةً بيضاء صاعقة

...................

 

ليتهم رفعوا أكاليل الوردِ

وأطواقَ الزهور من قبرِ الشاعر

كان يكفيهِ زهرة بريّة

حتى لو امتلأتْ بالأشواك

حين يعتلي المنصّة

أو يجلسُ بين ظهرانينا

ليتهم جمعوا أكوام الحجارةِ

التي رجَموا بها الشاعر

وعملوا صرحاً لهُ على رفاتهِ

بعد ان  يموت

..................

 

إيّاك أن تبوحَ بِسِرِّ حزنك

هناك مَن يريدُ أنْ يهطلَ دموعَك

ويتركُك باكياً حتى تموت كَمَداً

..................

 

جميع الأشرارِ علّموني ألاّ أقربَ الشّرَّ

لكني لاأقرُّ بفضلِهم ماحييت

وأظلّ أشتمهم مابقيت

...................

 

أيّها الغِنى ، ماأرحبَ باحتَك

وما أوسعَ بابَك

بيْدَ أنّ الاستغناء يفوقُك سِعَةً

كصحارى مشْرَعة الأبواب

..................

 

كلّما التمّت الأغربةُ في خرائب وطني

أفزعُهم بصقْري الذي ينهال عليهم

رفْسا ودسّاً وشتْما ونقْرا

....................

 

أمتع ساعات الوحدة

حين تصطفُّ الكلمات

تتراقص امامك

تتوسل وصلَها في قلادة القصيدة

لامعةً مع بريق الخيال

...................

 

أمتعُ الأصوات

ماسلكت طريقَ الصدق

مذ غادرت حناجرَها

دون أن تتزيّن بأحمر شفاه البلاغة

أو رتوش الفصاحة

أو مساحيق تجميل الكلام

..................

 

لهفي عليك أيها العدْل المهيب الطلعة

حتى اللصوص يتقاسمون غنائمهم

وفق ماتريد

أترى يريدُ الظلمُ أن يرتديك طيلسانا لهُ ؟!

في بلادي العارية حتى من ورقة التوت

....................

 

أين أنتِ أيتها المسلّةُ البابلية

أما زلْتِ قابعةً في أقبية " اللوفر "

نُمْنَعُ حتى من ان نراكِ

لِمَ تركتِنا لشريعةِ الغاب

نُداسُ بحوافرِ خيولِ التتار

ونُسحَقُ تحت أقدامِ جِمال الجنجويد؟؟!!

........................

 

يا حبل الله المُنجد العاصم

يا من يصفونك بالعروة الوثقى

لقد كثر انفصامُك فينا

لِمَ أرخيتَ وثاقَك ؟؟!

قذفتنا الى مهاوي القيعانِ

لمْ تمدَّ طرفَك لنعْلَقَ بهِ  وننجو

لِمَ ارتضيتَ أن تكونَ رفيقا للمشانق ؟؟!

تحزُّ رِقابَنا ، تأخذُ بخِناقِنا الى هاوية الموت

......................

 

يا للصمتُ الرابضُ في فمي

أما آن لك ان تستلّ لساني من غمد الخوف

ليصرخَ عاليا امام طغاة وطني

يا للعزمُ المكفَّنُ في داخلي

أما آن لك ان تنتفضَ من قبرك !!

ياللعجزُ النائم في أوصالي

أما آن لك ان تثبَ فزعا!!

.................

 

أيها العمْرُ الذي رافقَني

منذ أن سقط رأسي مُدمَّى بين يديك

ليتك وزّعتني بين العصور

أعيش حينا قصيرا بأحضانِ من أحبّهنّ

أمرح أياماً مع " عشتروت"

وساعاتٍ مع كليوباترا

ودقائقَ أحتسي الخمر بصحبة  "سيدوري"

أترع  آنيتي من يدها

وثوانٍ معدودة مع  "سميراميس"

ليتك أقعدتني هنيهة مع  " ولاّدة "

ولحظة مع الكناري الأسود "زرياب"

بعدها فليأخذني الزبانية

يقذفونني أينما يشتهون

 

جواد كاظم غلوم

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2244 الأحد 14 / 10 / 2012)


في نصوص اليوم