نصوص أدبية

موسيقى ليلية صغيرة / سعود الأسدي

وإنْ تصفِني فالليلُ منكِ ضِرامُ

 

عزفتِ على أوتارِ ليلي قصيدةً

فحَطَّ على قمحي لديكِ حَمامُ

 

فكان حِماماً من خُروقِ تمزُّقي

وقد قيلَ لي :

إنَّ الحَمامَ حِمامُ

 

يداكِ : يَدٌ قد أمْسَكتني بريشةٍ

وأخرى على خَدٍَّ وأنتِ هُيامُ

 

وبسمتُكِ الشهّاءَُ ألقتْ ظِلالَها

على البُعد لي كالنار وهي سَلامُ

 

وميلةُ عُنْقٍ لم تَقُلْ لي : سوى أنا

وما قلتِ لي : إنَّ العِناقَ حَرامُ

 

شربتُ الترانيمَ الحِسانَ بلهفةٍ

كما قد سَقتني من لَماك مُدامُ

 

أنا من أنا ؟

ليلٌ وأفقٌ مُرَصَّعٌ

بجمرٍ ،

وشوقٌ هائمٌ وسَقامُ !

 

أنا من أنا ؟ بحرٌ

وأغرقتُ زورقاً

لأنقذَ غِيداً موتُهنَ زُؤامُ

 

قرأتُكِ في الأشعارِ بادَرْتُ صفحةً

فأوقفني وجدٌ فكيف أُلامُ ؟!

 

وتابعتُ روحي في هواكِ تَصَفُّحاً

فرفَّ بقلبي من شذاكِ يَمامُ

 

فَيَمَّمْتُ أشعاراً وعزفاً وحُرْقةً

وتصفيقَ طََلٍّ قد نماهُ غَمامُ

 

وغنّيتُ فيكِ الوَرْدَ رمزاً لبهجةٍ

مقامَ هُزامٍ ،

والغناءُ مقامُ

 

فكنتِ خُزاماً في تلافيفِ غابةٍ

وكنتِ عَبيراً ،

والعبيرُ خُزامُ

 

وكنتِ كموسيقى لليلٍ صغيرةٍ*

وعمري بعمرِ العاشقين غُلامُ

 

تنامينَ عن ليلي هنيئاً

وإنني

سهرتُ لحبِّ الحبِّ

لستُ أنامُ !

 

لبغدادَ أهفو ،

والعراقُ يَشُدُّني

لبصرةِ روحي والوجود شآمُ

 

فما كان من قبلي كلامٌ ورُبّما

أرَى بعدَ هذا لا يكونُ كلامُ

 

وإنّي كما تبغينَ صمتٌ

وإنّني ،

وما كلُّ ما أرجوهُ منكِ يُرامُ

 

كبحتُ جموحي فيك منّي تكرُّماً

وقد آنَ أنْ يُثني الجَوادَ لِجامُ

 

نَزَلْتُ خياماً حانَ عنِّي رحيلُها

شَجَتْني ،

وقد تُشجي النزيلَ خِيامُ

 

وما كانَ منّي غيرُ طفلٍ وإنّني

بكيتُ ،

وقد يُبكي الوليدَ فِطامُ !

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2248 الخميس 18 / 10 / 2012)


في نصوص اليوم