نصوص أدبية

الضحك / فرج ياسين

وهرعنا نحتمي برفرف مكتبة صغيرة قبالة السوق العربي في شارع الرشيد، حين توقفت سيارة أجرة على بعد ثلاثة أمتار منا، وأشار لنا السائق صارخا : أهلا أهلا هيّا بسرعة. إلتفتُّ إلى صديقي قائلا هل تعرفه ؟ أجاب بلا. فقلت : ولا أنا.

ألح ّ السائق كثيرا وهو يمحضنا ابتسامة ً صافية ً وكلمات ٍناعمة، فقررنا قبول ضيافته وجلسنا متلاصقين في المقعد الخلفي، وراح يسألنا عن الصحة والأحوال والأهل، وفيما إذا حصلت الخالة سعاد على موافقة السفر للعلاج خارج القطر، وهل صحيح أن أخانا شاكر سوف يُطلق ُ سراحه من سجن الاحداث نهاية هذا الشهر، ثم سألنا عن وجهتنا فقلنا له : سينما سميرا ميس. وفيما جعل يُبرِقُ إلينا نظرات ٍ خاطفة في مرآة السيارة، تأكد لنا بعد لحظات أن الرجل بات منهمكا في اختبار حدوسه التي سوف توصله الى سوء الفهم حتما.

وقبل أن ينتهي شارع الرشيد، مقابل أسواق حسّو أخوان، ومدخل شارع الخيام ؛ توقفت السيارة على نحو مفاجئ، وزعق بنا السائق بجفاء وغلظة قائلا : هيا أخوان تفضلوا بالنزول.

وفي الطريق إلى سينما سمير اميس في شارع السعدون، ونحن نرفع صحفنا فوق رؤوسنا اتّقاء المطر... ضحكنا.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2251   الاحد  21/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم