نصوص أدبية

هكذا الحبُّ / سعود الأسدي

 

يلمعُ البرقُ،

يَتبعُ الرّعدُ .. يَدْوي

هكذا الحبُّ في شعابِ الوريدِ

 

يملأُ القلبَ دفقُهُ فينادي

يا إلهَ القلوبِ

هلْ من مزيد؟!

 

أمسِ غنّتْ طيورُ حُبّي نشيداً

لحسانٍ أوْحَيْنَ سِحْرَ نشيدِي

 

وهوى الغيدِ باعثٌ نبضَ قلبي

بحنينٍ إلى الزمانِ الرغيدِ

 

يا زمانَ التغريدِ عُدْتَ فأضحى

كلُّ ما فيكَ باعثَ التغريدِ

 

أنا إذْ كنتُ

كنتُ فيكَ وليداً

وسأبقَى مُرَفْرِفاً كالوليدِ

 

وبقلبي سمراءُ أمسِ تَغنَّتْ

وهي بينَ الحسانِ بيتُ القصيدِ

 

نثرَتْ وَرْدَها حروفاً فأصْغَى

كلُّ نجمٍ إلى حروفِ الورودِ

 

لستُ أنسَى لَدَى مروري عليها

بالقراءاتِ  كيف كان صعودي

 

للسماواتِ فوقَ نجمِ الثُّريّا

وهي تغري القَطافَ كالعنقودِ

 

صَلَبِتْني تأمُّلاً،

كان صلبي

بين وجهٍ وبين ثغرٍ وجِيدِ

 

وعطورٍ قد حَلَّلَتْ سَفْكَ دمعي

"بين بِيْضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخدودِ "

 

مَيْلَةُ الجيدِ حسنُها كهلالٍ

قد أتاني بها كليلةِ عيدِ

 

قد عبرتُ الأبعادَ بالقربِ منها

فإذا بالبعيدِ غيرُ بعيدِ

 

للمسافاتِ والزمانِ اختصارٌ

كاختصارِ الآهاتِ بالتنهيدِ

 

صرتُ مثلَ  بْروميثيوسَ * النارِ منها

وإليها من اللهيبِ وَقودي

 

أو كسيزيفَ * رحتُ أبذلُ جهدي

فإذا بالجبالِ دونَ جهودي

 

صخرةُ الصّمتِ فوقَ صدري ولكنْ

فوقَها كنتُ قد حَطَمْتُ قيودي

 

فافرحي قد فرحتُ يا صِنْوِ ذاتي

ليس إلاّكِ مالئاً لي وجودي

 

واكتبي لي ما شئتِ رُبَّ كتابٍ

منك يأتي بروحِ عَهْدٍ جديدِ

 

أنتِ مثلي،

للحُبِّ جئتِ ومثلي

من خلودٍ تمضينَ نحوَ خلودِ !

 

..........

بروميثيوس  (Prometheus): من آلهة اليونان أخو أطلس وآخرين، خالق آدم وحواء من طين ، قدّم له زيوس كبير الآلهة باندورا (صاحبة الصندوق الشهير) لتكون زوجة له ولكن بروميثيوس خالجه الشكّ فرفض البناء بها .

كان بروميثوس بارعاً في المراوغة والخداع والسخرية من الآلهة، وهو سارق النار من السماء لمنفعة البشرية، ومعلّمها الزرع والقلع والطبابة وترويض الخيول. وبسب سرقة النار حكم عليه زيوس بأن يربطه هرمس إلى قمة جبل كاكاسيوس، وأن ياتيه نسر كل يوم فيأكل كبده حتى إذا كان الليل طلعت كبده من جديد، وهكذا مدة ثلاثين عاما أو ثلاثين ألف سنة حتى جاءه هركليس الجبار وقطّع قيوده وأطلقه، وبعدها رُدَّ إليه الاعتبار بدعوته الى الأولمب مسكن الآلهة .

والأهم من كل ذلك ما استوحاه كبار الشعراء والكتاب والرسّامين والموسيقيين الأوربيين من قصة بروميثيوس وهي من أعجب العجب في الفن والأدب .

صخرة سيزيف  Sisyphus   : سيزيفوس هو زوج ميروبي ابنة أطلس، ونظراً لما ارتكبه من معاص وجرائم وآثام حكم عليه زيوس بعد موته وحشره في هاديس وهو عالم الظلمات أن ينقل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه. وعند لحظة الوصول إلى القمة كانت الصخرة تنزلق  وتتدحرج إلى أسفل الجبل، وهكذا.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2254   الاربعاء  24/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم