نصوص أدبية

رقصة الأزل / جليلة بن أحمد

وأنظر أسفل الجبل فأراه هوة سحيقة. وأرنو إلى أعلى الجبل فأراه يزداد شموخا و كبرياء.

وكلما تقدمت في هذه الطريق تزداد الوحشة بتكاثف الضباب من حولي غير أني أواصل الصعود. فهناك في أعلى الجبل دغل شجر تتناغم أوراقه وتتراقص على لحن زفاف خالد ولكنها ما إن تراني حتى تتوقف لتقرر التساقط الواحدة تلو الأخرى لتشاركني حزني المتواصل... وهنا كهف كبير مظلم أحتمي فيه من وحشة المكان. إنه كهف تودع فيه الأحزان كما تودع فيه أسرار المحبين وحكايا العشاق. حين دخلته استقبلتني خفافيشه برقصات فرعونية واستقبلني صدى صوت المياه المتقاطرة من سقفه بأناشيد موصلية وأندلسية ..ودعتني قدسية المكان للرقص رقصا جنونيا...

فعم المكان نور ساطع وانتشرت الأزاهير والرياحين في كل ركن من أركان المكان وعم أريجها العطر أرجاءه ... ورقصت إلى أن أغمي علي لعلني أجد ابتسامتي الضائعة منذ الأزل.


 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2257 السبت 27 / 10 / 2012)


في نصوص اليوم