نصوص أدبية

الشظيّة الحمراء / غالب حسن الشابندر

ثم ...

إلى من يفقه القراءة ...

 

مُدبَّبَةُ النَّفْرْ ... تهجُو لوعتي ... خائفةً مِنْ ضوءِ القمرْ ... القَمَرُ لا يفضحُ الحبْ ... يا هذا ... مُدببَّةُ ُالنَّفرْ أنا...ِ شهوتي تهَرِقُ زَفيرَها على سفح نهدي، يزحرُ برحيقِ وصالٍ كانَ لهُ أنْ يتمْ ... لا يُوجِعُها  شَدُّ أنامِلكَ السمراءْ، مغروزةً ً في طينِ صحراءَ  من توِّها ارتوتْ ... ارتوتْ  من دماء  عشقٍ يصيرُ عشقاً فعشقاً ولا يقفْ، تتصعَّدُ رعشتي  من أطرافِ قَدَميْ ... تدِّبْ ... لا تشيخْ ... تجتاحُ كلَّ جسدي، مُهوَسَّةٌ بصراخِ الرغبةِ  في صحرائها ، رغبةٌ تحدوها رغبة ٌ ولا تملْ ... لا تلمني ... أيحقُّ ليْ أن اتركها نهبَ حسرةٍ موهومةِ الوعد ْ؟ دعها مطواعةَ أنامِلكَ َتعشقُ نشيجَها ... متقطِّعاً ... يتلوَّى من حرقة لذةٍ  تحلمُ بلذَّة ٍمن شهيق النار ، نار برومثيوس يشعلها بحريقِ آهاتِ مًراهِقةٍ ،تسكبُ حسراتِها على جسد المسيح مُسجَّى على مساميرَ الصلبْ، يتلوها لذَّةً جسديةً أبديةً لا تنثني!

صنوبرية أنا ... تتعرَّجني شهوتي ... صنوبريةٌ ... أخاديدي عُمْقٌ ... هناك الخمرُ يثملُ ... تتحفّزُني شهوتي  ... تلمَّسني خطفاً ... خطفاً ... خطفا ... لعلِّي أتلوَّى مسعورة النهد، مدبَّبة النفر، لا تكبتِ الصَّرْخة المسكونة في اعماقي، لا تكبتْها، اشتعلُ ناراً لا تعرفُها، فزدني من نارك لهباً لا يلهث للحمٍ  مادام مشتعلا ...

أمَا تسمعُ لهيبَ جحيمي  يحتدمُ بينَ شرايينيْ، تستنجدُ اشتياقَ اللمس الحنين؟

أمَا ترى آهاتِ شهوتي تصطَّكُّ ساخنةَ الصوتِ، شبَقُها يخترقُ المسافات الغبية بين شهوة الشياطين وسمت الألهة ؟

أمَا تتلمَّسُ قفزاتِ لحْميَ الاسمرَ على وقعها المتشوف لأَصابعَ ماهرةِ اللعب؟

شظيَّةٌ مُدببةُ النفر أنا، أتشقَّقُ من داخلي، وبينَ اخاديدي الخمر يثملُ، وكيف لا يثملُ الخمرُ وشهقتي ذاتها شهوةٌ يتغناها الكونُ ، كي لا  يسجنه جبنُ العقل ... لا يقهرهُ غيبُ الفضيلة المسحور بالوعد المؤجَّل أبدا؟!

أمَا تستنشقُ سَكرةَ َالجنونْ تجتاحُ مساماتي، فترقصُ من سَكرة الجنون مهتاجةَ النشيج، أنسى أني حُلمةَ نهدٍ يراهقُ سحرَهُ فاذوب  بين شفتيك  إلى الأبدِ .

لا ترحَمْني، الرحمة أخلاق الجبناء مع الحب الصريخ، الرحمة ُتُغيِّبُ الحبَّ في ليل أوهامنا، والليلُ حقُّه يقظةٌ مجنونةٌ، الليلُ مصنوعٌ لنا، نحنُ صرعى هوس الاجسادِ لصَقَ بعْضِها حتى نتذاوبَ  فيْ كلينا، فنغدو جسداً واحداً يشهدُ بوحدة الرب حقا ... تلك هي الشهادة في ملكوته السرِّي ...

مِلْحُ عرَقي  يُرْهِقُك عطشا ... مِلحُ عرَقي لا يرتوي  مِن سِفاح شفتيك ... ذاهلةُ الهمْسِ من حنان لمسك متراخيا على أنين شفتيَّ مجنونةَ اللَّصقِ، مُهوَّسَّةُ الصراخ من حرقة النغمات بين دبيب لحمي ... مُسْرِعا ...  يعتصرُ شِفَّتَكَ السفلى بحنان نارٍ إلى لهيبها المفقود عنفا .

وداعا ...

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2258 الأحد 28 / 10 / 2012)

 

في نصوص اليوم