نصوص أدبية

دعوةُ أوّاهٍ منيب / خالد وليد كامل

أراها تعالجُ الدنيا بغليظِ الكِبرِ

حتى اذا ما رُدّت الى أرذلِ العمرِ تنكسرُ

فتجبّر ما شئت ابن ادم حتى يقال: باسلٌ خطرُ

وابتني الدنيا واعتمر ارضاً تحتها جبابرةُ الاولين قُبِروا

وادْرَع لك إكسير السرمديّةِ علّك بخمرِ الحياةِ تسكرُ

فتنسى جهنمَ أضرمتها بذنوبك

بك ومنك تَميّزُ من الغيظ وتستعِرُ

يا باسمٌ في الدنيا وقد إعتامَها الكدَرُ

لعمري ما قضيتَ منها وطراً

ولكن منك قُضيَ الوَطَرُ

يا بانيَ الدنيا غافلٌ عن اُخراك وأكفانك ينسجها القدرُ

سَلِ التاريخ أين صنّاعه أين مَن شيّدوا بهِ وعبروا

اين العاربة؟..اين الفراعنة؟..اين مَن الدنيا عمروا

اين عاد؟ اين ذات العماد؟ اين من عاثوا بغيا وتجبّروا!

 

اين المؤمنين الراشدين واين من كفروا

اين من ربحت تجارتهم في الناس اين من خسروا

كل الخلائقِ صغُرَتْ منازلهم او همُ كبروا

اذا ما قضي الامر له أذعنوا وائتمروا

فيَجمعُ الغالبَ بالمغلوبِ لحدٌ

فلا خُسرٌ حينها ولا نصرُ

ويضُمُّ المحنَّبُ مُنجِدَهُ فلا نفعٌ ولا ضرَرُ

ويجمع الترابُ أنفساً وُرِيَت كأنها الدررُ

بأنفسٍ شُحٍّ دونها الحجرُ

أبكيك ابن ادم قرينك الموت وما لك نظرْ

يناديك أن إعمل لآخرتك وفي أُذنك وقَرْ

أبكي العالمين ودمعي عزيزٌ يحتبسه الكبرُ

أبكي نفسي وليس مثلي ضعفه يُظهرُ

بَيد أنه جللٌ ما لي على حمله جَلَدٌ ولا صبرُ

بطش بيَ المنونُ , أمال أهلي عني فهجروا

زارهم بليلٍ يسامرُهم.. فنَأوْا وطال بهِمُ السهَرُ

أشكو الحرقة وقد إشتدت منازعي وقلبي بالوَجدِ ينفطرُ

الى المنيبِ 1 أشتاق جلساتَه وفنجالُ قهوته يُزيِّنهُ الشعرُ

يجادلني بالأدبِ فمنه مبتدى الحديث وعنديَ الخبرُ

إذرفي يا عين على خواطره كلما أمامك ظِلُّه يخطرُ

واستحضر يا فؤادي طفولةً في روضهِ يتَّمَها القدرُ

وادعُ له رباً كريماً عسى سماؤه بالرحمة تنهَمِرُ

 

خالد وليد كامل

31-10-2012

 

...................

1-       المقصود  بالمنيب، الشاعر منيب فهد الحاج

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2261 الاربعاء 31 / 10 / 2012)

في نصوص اليوم