نصوص أدبية

زِيليسُ / إلياس لزعار

نَمْ عَلِيلَ الْفُؤَادِ

وَابْحَثْ عَن اللّاَشَيْءَ

تَجِدِ الْكُلَّ

أُسْلُكْ طَرِيقاً مُخْتَصَرًا

كَيْ تَصِلَ مُتَأَخِّرًا

سَمِّ الْكَلِمَاتِ لِتُزَخْرِفَ

صُرَاخَ الصَّمْتِ

وَنَقِّبْ عَن ِالْفَرَاشَاتِ

لِتَسْكُنَكَ الْعَنَاكِبْ

***   ***

يَا امْرَأَةً حُمْقاً تَنْتَظِرِينَ

عَبَثاً تَنْسُجِينَ ضفائرَ الشَّوْقِ

لِتَفُكِّيهَا بُزَوغَ كلِّ فجرْ...

أَلَمْ تَقرَئِي كِتَابَ السَّحَابِ؟

نَسِيمُ الصُّبْحِ لَهُ رائحة الحجرِ

وَلِلرِّيحِ لَوْنُ الْغَدْرِ وَ هَدِيرُ السُّكُونْ

وَبَابُ الْبَيْتِ لَمْ يُطْرَقْ مُنْذ ُعُقُودٍ

وَهَذاَ التَّارِيخُ كَالْوَشْمِ لَهُ زُرْقَةُ الدَّمْعِ

وَجْهُكِ حَافَة ُالْجُنُونْ

***   ***

أَسْمَاءُ الْأَيَّامِ تَغَيَّرَتْ

وَعَدَدُ الشُّهُورِ تَلَحَّفَ كَفنَ اللَّانِهَايَةِ

وَأَنْتِ كَمَا أَنْتِ

وَرْدَةٌ فِي غَيَاهِبِ سُجُونْ

ثبَاتٌ يَنْحَتُ وَجْهَ الْغَيْمِ

وَيَرْضَعُ مِنْ شَبَقِ الظُّنُونْ...

لمْ تُضَاجعِ النَّارُ قِدْرَكِ أَسَابِيعَ

وَمَائِدَتُكِ نَظِيفةٌ

وَكُرْسِيُّهَا أَرْمَلٌ

يَجْلِسُ قُبَالة َالْغِيَابْ...

تَكَاسَلتِ الْعِظاَمُ

وَاتَّسَعَ الْمَكَانُ

وَمَوْجُ التَّجَاعِيدِ

يَتَكَسَّرُ بِبُطْءٍ عَلى نَافِذةِ الذاكرهْ

***   ***

قالتْ      :

لِلْقلبِ لَهَبٌ وَدَرْبٌ عَمِيقٌ يَسِيلُ جَلدًا

عَلى خَرَائِطِ الْوَجْدِ والرغبهْ

وَمِنْ وِسَادَتِي يُشْرِقُ لَيْلُ الْحَنِينْ

فيَا حُلمُ عَجِّلْ بأغَانِي الصَّمْتِ

إنَّ جُرْحَ سَرِيرِي يَلتهِمُ وَجْهَ الْجِدَارِ

وَجَسَدِ السِّنِينْ

***   ***

كُلُّ سَاعَاتِ الْعِشْق ِولادَتِي

فَلْتَمْنَحُونِي اسمًا جَدِيدَا

يَا بُرْجَ "الْقَمْرَةِ" أُغْسُلْ صَدَأ سَمَائِيَ الخَدَاعْ

خَلِّصْ أَشْيَاعِي مِنْ هَمَجِيَّةِ الْوَهْمِ

فعُهْرُ الْغِرِّ

أَعْظمُ مِنْ هَوْلِ السرِّ

وَدَنَسُ الرُّوحِ

أَمَرُّمِنْ عَفن ِالْجُرُوحْ

***   ***

"زِيلِيسُ"!!!

يَا أَصْوَاتَ الْآلِهَةِ فِي الْبُطُونِ الْجَائِعَةِ

وَصُنْدُوقِ مَاسِحِ الأحذيةِ

بَيْنَ نَهْدَيْ بِنْتِ اللَّيْلِ

وَشَوَاهِدِ الْقبُورِ الْمَنْسِيَّهْ

أَلازلْتِ تُضَاجِعِينَ "نَيْرُونَ" علانيهْ؟

لِيَجْعَلَكِ كَعْبَةً كُلَّ آبْ...

***   ***

قُلْتُ:

عَبَثاً...عَبَثاً كُلُّ مَا تَفْعَلِينَ

عَبَثاً كُلُّ مَا أَنْتِ عَلَيْهِ

سَتَئِنِّينَ... "أَصِيلَة ُ" سَتَئِنِّينْ

سَتَئِنِّينَ عِنْدَ تَصَبُّبِ كُلِّ جَبينٍ

عِنْدَ تَشَكُّلِ كُلِّ جَنِينٍ

عِنْدَ صَهِيلِ كُلِّ حَنِينٍ

سَتَحْتَرِقِينَ فِي صَدَإِ الْمَنَاجِلِ

فِي شَرَايِينِ الْكِتَابَةِ

فِي الْمَجْهُولِ وَالْحُلْمِ

فِي الْمَسْكُوتِ عَنْهُ وَالْمَكْبُوتِ

وَسَتُمَارِسِينَ -كَعاَدَتِكِ- الصُّرَاخَ نَحْوَ الدَّاخِلِ

بِأَلْفَاظَ عَائِمَةٍ

أَنَا لَسْتُ مَوْجُودَهْ!!!

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2264   السبت  3/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم