نصوص أدبية

ما لم يُقل في يحيى السماوي / بلقيس الملحم

داخلة في الوقت نفسه تفاصيل المكان من حيث لا ندري..

 

الماء يحتشد في مزنه، مكتنزا وجعا لا يتحمله إلآ ذو صبر عظيم ..لذا فإن كل من يتسلق جذوره فإنه يُخدش ببعض خضرتها !

 

علينا أن نغفر للرَّحِم، تلك المعلَّقة بعرش الرحمن. كيف لفظت يحيى إلى الأرض وتركته متعلقا بخيط رفيع، يمنح أنفاسه للسماء ..

 

قصائده السماوية لا تصلح أن تكون مسحوقا جماليا تضعه المرأة شدوا على جفنيها كي تحلم، أو حمرة لشفتيها كي تذوب، فالسمكة تموت حين تخرج من الماء!

 

أن تتورط بعقول الشعراء، خير لك من أن تتورط بجنون أبي السماوي، فلا ثمة منقذ للرأس التي تضرب نفسها بصخرة، إلآ قصيدة من نبضه !

 

قلبه يزدحم بها، لذا هربت شموع الحفلة إلى مناديل العاشقين..!

 

لأبي يحيى السماوي نصف جسد يرتدي ألوان الدموع.. لذا فإن ثغر الأنهار احتبس قطرة ماء واحدة ليمزجها بعينيه!

 

إنه يصلي ككفين تفترشان وجهها القمري، عاقدا عينيه بدمعة نقية!

 

بخاتمٍ جسديٍ استطاع أن يُخضع لها قصائده العصماء!

 

هو يحب الليل، وهي تحب خبز التنور، لذا لم تكن ثمة مشكلة في أن يتصالح الدلو مع البئر العميقة !

 

ليست هناك حياة زائدة يعيشها أبي السماوي، إنه يتنفس بفمه الصغير ليشرب إشراق الرحيل في التي ليست تسمى!

 

هو لا يخشى عواصف القصيدة، لأنه بكل سهولة اكتحل بطلع أعذاقها!

 

الطمأنينة عند الآخرين، أن تعبر الجسر متأبطا الضفة الآخرى، لكن السماوي ينحت للحياة شاهدة ولو بقصيدة واحدة!

 

كيلو من الذهب، لا يساوي غراما واحدا من نثيث أشعاره!

 

الوجع الخرافي هو من يدق المسامير في أصابعه البيضاء، لذا هي تحفر في أرواحنا كهوفا بنفسجية اللون

بفوهات خضراء ..!

 

السماوي لم يقل شيئا حتى الآن ..!

 

كلهم كتبوا عن عيون محبوباتهم، إلا هو، كلما صب عينيه لها، نبتت وردتان ناضجتان!

 

أن تغفو على ضفة، يعني أنك عاشق، لكن بماذا تفسر تقمُّص النهر ضفتي أبي يحيى ؟!

 

إن حيوات لم يعشها بعد، فأرِّخوا لكل قصيدة منه ميلادا جديدا!

 

.....................

ابنتك/ بلقيس الملحم / شاعرة

وقاصة من السعودية

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2265   الاحد  4/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم