نصوص أدبية

هيا إلى الطوف / صالح الرزوق

 

مهداة للأخ الشاعر أديب كمال الدين وسفينته التي صورها في معظم قصائده

 

مطر بلا نهاية بدأ للتو،

هيا إلى الطوف، إلى أين يمكن أن تذهبي

يا قصائد الصوت الواحد،

والتنهيدة الخاصة،

والموهبة غير الضرورية،

والفضول المفرط،

والأسف والمخاوف قصيرة الأجل،

وحماسة رؤية الأشياء من الأطراف الستة.

ها هي الأنهار هائجة والضفاف تنفجر.

هيا إلى الطوف، جميعا - يا قوس الضوء ونصف النبرة،

أيتها التفاصيل والزخارف، والأنات،

والاستثناءات السخيفة،

والإشارات المنسية،

أيتها الظلال التي لا تحصى والمولودة من اللون الرمادي،

واللعب بغاية اللهو،

والدموع البهيجة.

انظروا - على مد البصر، هذا ماء وأفق غامض.

هيا إلى الطوف، يا خطط المستقبل،

والسعادة المقيدة،

والرغبة برجل أفضل،

حيث الاختيار لا ينحصر في واحد من إثنين،

أيها الشك والقلق القاتل،

هذه فرصة للتفكير،

كي نؤمن أن شيئا

سيحصل ذات يوم.

لأجل الأطفال،

الذين لا نزال فيهم،

حيث تنتهي الحكايات الخرافية نهاية سعيدة.

هنا أيضا تتوفر نهاية وحيدة ننتظرها.

مطر يتوقف،

وأمواج تنحسر،

وغيوم تتفرق

في السماء الصافية،

وتعود مرة أخرى

لطبيعتها المألوفة - تعود أدراجها لشكل غيوم معلقة في السماء

وخفيفة على القلب

في اقترابها من الأشياء

وفي موتها بلظى الشمس -

بعد ذلك نرى جزر السعادة،

والخراف،

ورؤوس القرنبيط،

وحفاضات النساء.

 

من مجموعتها: منظر عام مع حبة رمل – 1993.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2266   الاثنين  5/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم