نصوص أدبية

الى أبي المطعّم بالسمسم

تفوح منها رائحة الصلاة

مثلما غبش نبوي

يندلق أبي

فجر كل يوم

ليعرج

في ملكوت لازوردي

وهو يلتقط

حبات دمعه

التي ما لمحتها يوما

00000

يصففها

في خيط ذهبي

يستله من خيوط

جدتنا الشمس

المبتسمه بشبابها السرمدي

أما أبي

فكان يشيخ كل دقيقة

كانت روحه

تردد مع زقزقات العصافير

غرة كل يوم :

سبحان الله

العصافير تدعو لنا

وهو يعمّد دعاءها

بإلمه الشاهق

قبل أن يمضي

في مهرجان

تعبه الماراثوني

وهو يمتطي

صهوة عكازه العجيب

كان أبي

يصنع أقراص الحلوى البيضاء

في دكان

صدره الملائكي

يجهزها

في ( صواني ) مؤطرة

بالعافية والدعاء

يتلقفها منه الحمالون

في ( علوة جميله )

لتستوي ظهورهم

لأكياس وصناديق سيزيف

لا أذكر أني

رأيت ناصية أبي يوما

دون أن تخضبها

قطرات عرقه الباهر

كان يحتضنها

يلصقها في تنور وجعه

لتخرج لنا

أرغفة ساخنة شهية

معجونة بخميرة البركة

يعود إلينا

عصر كل يوم

حاملاً في عبّه الطاهر

حلوى ضوئية

تمتلأ بأنفاس حـرّى

مطعمة بالسمسم

يدسها في أفواهنا الضفدعيه

لتفيض جسومنا

مرايا

تعكس قبسات

من غبشه النبوي

لنكبر

ونزقزق مع العصافير

فجر كل يوم

لتبتسم ازهار عباد الشمس

في حديقتنا الصغيرة

وتردد مع حبات عرقه الفضي

سبحان الله

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم