نصوص أدبية

لا تسألنَّ والحَوْلُ أربعون / نجاة ياسين

فلا تسألنَّ

والحول أربعون

أنثى

امرأة...

ضَلَلْتَ الطريق

إلى مُدُنِها النائية

ظَلَّلْتَ سماءك

بسحبها الصيفية

أن تمطر غيثا

***

 

لا تسألنَّ

والحَوْلُ أربعون

عن دموع رُمّان بَلَّلَ حد الغرق

وسادتها الخالية

... بالانتظار

طيفك العابر

وقع صفحة النسيان

ستهديك الليلة

وسام الذكرى

وتشعل شموع الأربعين

فترحل عبر الدخان

كم ضاق بكما المكان

***

 

لا تسألنَّ

والحَوْلُ أربعون

عن حبات كَرز

عانقت بالهوى السماء

فأمطرت بالمتعة خمرا

أن تفتح لك بعد اليوم...

خرائطها

فقد انكمشت في مناطقك

ولم تعد تشتهي فاكهتك

تسابقت الجبال في العُلُوّ

ولن تلتقي

إلا في حضن زلزال الكبرياء الأربعيني

***

 

لا تسألنَّ

والحَوْلُ أربعون

عن وجه الفجر القلق

والشمس بعد لم تشرق

عن ظل في الذاكرة محترق

تبكيه المَسامُّ...

لكن الجسم منه

يتطهر

والروح في الأربعين

بأُفُولِه

تنطلق

***

 

لا تسألنّ

والحَوْلُ أربعون

عنها وعن سنينها

لا القرطاس ولا القلم

ولا ثمرة السنين

التي تترعرع في حضنها...

ستظل روحك معلقة

في الأسئلة الأبدية

وستعانق روحها عنان السماء

عذرا

لم يعد لك في قاموسها

مصطلحا

ولا في لغتها

أبجدية

إلا

ن

س

ي

ا

ن

 

 

 

عذرا رسول الله (ص)

النَّبْضُ..

فِي حَضْرَةِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ

مُرْتَعِشٌ بِهِ وَجَلُ

الفُؤَادُ..

بِذِكْرِه يَغْتَسِلُ

فِدَاكَ رَسُول الله

أَرْوَاحُنَا بِنُورِكَ كَواكِبٌ

لا تَأْفَلُ

نُجُومٌ نقَشِّرُها للمُخْتَارِ

نَرْوِيهَا حُبًّا تَفيِضُ لَهُ المُقَلُ

عَظَمَةُ الْخَلْقِ والخُلُقِ

نَبْعٌ مِنْهُ البَشَرِيَّةُ تَنْهَلُ

قَطْرُ النَّدَى أَنْتَ زَهْرُهُ

وَالرُّوح بِدُونِ مِشْكَاتِكَ تَذْبُلُ

كَفَاكَ الله حَبِيبِنَا أَحْقَادَهُم

أَقْزامٌ حَاشَا لِقامَةِ أَسْيَادِهَا تَصِلُ

هَاذِي حُرُوفِي وَقَبْلَهَا رُوحِي

يا أَشْرَفَ الْخَلْقِ فِدَاكَ

يَوْمَ عَنِ المَسْؤُولِيَّةِ

أَمَامَ الله نُسْألُ

مَا كَانَ مُحَمَّدُ للعُنْفِ قُدْوَةً

وَلاَ ديِنُهُ التَّطَرُّفَ.. يُبَجِّلُ

قَوِيٌّ بِالعَفْوِ ..بِالتَّوَاضُعِ سَمَا

عُذْرًا حَبِيبِي

الجَنَانَ قَبْلَ الْعَيْنِ مِنْكَ يَخْجَلُ

عُذْرًا مِنْ حَاقِدً..وَمُغْرِضٍ

مَكَانَتُكَ فِي قُلُوبِنَا يَجْهَلُ

عُذْرًا مِنْ زَمَنٍ

إنْ قَبِلَ الهَوَانَ عَلىَ نَفْسِهِ

فَإنَّنَا قَوْمٌ لِرَسُولِ الهُدَى

نُوقِدُ شُمُوعَ الغَضَبِ وَنَشْتَعِلُ

غَضْبَةٌ للْحَقِّ وبِالْحَقِّ تَنْتَفِضُ

إنَّ الله يُمْهِلُ وَلاَ يُهْمِلُ

هَذِهِ وُرُودُ حُبٍّ وَشَوْقِ

أَنْثُرُهَا صَلَوَاتٌ عَلَى رُوحِكَ

رَسُولٌ عَظِيمٌ تَاجُ القُلُوبِ

عَلَمٌ فَوْقَ أَعْلىَ القِمَمِ يُرَفْرِفُ

وَبِحُبِّ المَلاَيِينِ يَرْفُلُ

’’إنَّ الله يُمْهِلُ وَلاَ يُهْمِلُ’’

 

 

10ذوالحجة/اكتوبر 2012

بروكسل

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2275   الخميس   15/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم